مشاهدينا الكرام، كما عودتكم قناة آي فيلم بعرض فيلم سينمائي في سهرة كل جمعة، سيكون موعدكم هذا الأسبوع مع الفيلم السينمائي الإيراني "الملك الصامت" (شاه خاموش) من إخراج "همايون شهنواز" وبطولة علي نصيريان، ومحمد رضا فروتن، ومهتاب كرامتي، ومحمد صادقي وآخرين.
والفيلم عبارة عن قصة تاريخية تتعلق بتاريخ إيران إبان الحرب العالمية الأولى ونزاع الحلفاء والمتحدين ومحاولة كل منهم ضم إيران إلى حزبه، في حين أن إيران اتبعت سياسة عدم الإنحياز التي كان لرئيس الوزراء آنذاك "مستوفي" الدور الأكبر في ترسيخها وإقناع الملك فيها، أما الملك آنذاك فكما سيتضح لكم في الفيلم الذي يشير اسمه إلى مضمونه لم يكن ذا تأثير وكان ضعيفا وهو آخر حكام السلالة القاجارية التي حكمت إيران.
فمن هو "الملك الصامت" الذي سيكون عنوان فيلم سهرة هذا الأسبوع على شاشة قناة آي فيلم يا ترى؟
إنه الشاه أحمد القاجاري، لا يعرف الكثير عن حياته قبل اعتلائه العرش، وقد كان مرافقاً لوالده، لكن بعد رحيل والده شعر أحمد بالعزلة والمرارة، ونظراً لصغر سنه، تولى عمه آزود الحكم وأصبح المسؤول عن شؤونه، ورث أحمد شاه المملكة في حالة اضطراب، وإحباط من العلاقات مع الإمبريالية البريطانية والروسية، والحكم المطلق من والده.
تولى أحمد شاه الحكم عام 1909، في أعقاب الإطاحة بوالده وسلفه، محمد علي شاه، الذي كان قد حاول في وقت سابق عكس القيود الدستورية على السلطة الحاكمة، وبالتالي غضب غالبية الإيرانيين. ويزعم أن أحمد شاه كان أحد أكثر الملوك ممارسة للديمقراطية في التفكير في بلاد فارس والبعض الآخر رفضه كونه حاكم ضعيف، غير مهتم للأمور السياسة والحكم.
وضع مجلس الشورى الكبير أحمد شاه على العرش، وشهدت إيران في عهده إصلاحات جديدة، لم تشهدها من قبل، فقد ألغي التمثيل الطبقي، وأضاف خمسة مقاعد جديدة للأقليات في مجلس الشورى، منهم الأرمن الذين حصلوا على مقعدين، وغيرهم من الأقليات الدينية مثل الزرادشتيين واليهود والآشوريين، إذ حصلت كل جماعة على مقعد واحد في الحكومة الجديدة، ومجلس الشورى أيضاً، ما أضفى الطابع الديمقراطي على النظام الانتخابي، كما قلّص هيمنة الانتخابات في طهران وخفض سن الاقتراع حتى 25-20.
حاول أحمد شاه إصلاح الأضرار التي لحقت بالحكم عن طريق تعيين وزراء أفضل، وعلى الرغم من ذلك، قيل أنه كان حاكماً غير فعال في مواجهة التدخلات الخارجية والاضطرابات الداخلية، ولا سيما بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية. فقد قاد القتال الذي دار بين القوات البريطانية والروسية ضد القوات العثمانية في إيران خلال الحرب العالمية الأولى، وقد تعالت صيحات الشعب ضد هذا القتال، إذ لم يرغب أحد أن تكون البلد ساحة قتال. فقامت حركة محلية في جميع أنحاء البلاد حاولت الطعن في سلطة أحمد شاه قاجار وحكومته.
في عام 1917، استخدمت بريطانيا أرض فارس نقطة انطلاق للهجوم على روسيا في محاولة فاشلة لقلب الثورة الروسية عام 1917. ورد الاتحاد السوفياتي بضم أجزاء من شمال بلاد فارس. وقد حصل السوفييت على تنازلات من إيران أكثر من أي وقت مضى، ما اعتبر الأكثر إذلالاً للحكومة القاجارية. وقد أثار ضعف البيروقراطية المركزية في مواجهة هذا العدوان من قوة خارجية الغضب بين الإيرانيين.
وبحلول عام 1920، كانت الحكومة قد فقدت تقريباً كل السلطة خارج العاصمة، وفقد أحمد شاه السيطرة، ولم يكن ليستطيع أن يفعل الكثير لإصلاح الوضع. فقد اختلف المعتدلون والديمقراطيون واشتبكوا في كثير من الأحيان، لا سيما عندما تعلّق الأمر بحقوق الأقليات والعلمانية. وأدت النقاشات بين الأحزاب السياسية إلى العنف ووصل الأمر إلى حد الاغتيالات أحياناً.
في 21 فبراير 1921، أطيح بأحمد شاه في انقلاب عسكري، بعد أن جُرّد أحمد شاه من جميع صلاحياته المتبقية، انتقل إلى المنفى في أوروبا مع عائلته في 1923. وكان افتقار أحمد شاه على ما يبدو للاهتمام بشؤون الدولة الصحية والفقراء هو ما دفعه إلى مغادرة إيران على هذا النحو. أطيح رسمياً به في 31 أكتوبر 1925، وبالتالي إنهاء سلالة قاجار، وتوفي في 21 فبراير 1930
ح.خ/ح.خ