نقف هذه الايام على أعتاب عيد الغدير الأغر الّذي يشكَّل محطة بارزة في تاريخ ومسيرة الإسلام والمسلمين، وموقفاً من مواقف الحق والحقيقة النّاصعة التي تركت بصماتها جلية واضحة على المستوى العام، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بتنصيب قائدٍ للأمّة تجتمع فيه كلّ المؤهلات العلمية والقيادية، وأهميّة كلّ ذلك في حياة الأمّة ورسم مسارها ومصيرها، وإبعادها عن كلّ الانحرافات في الفكر والسّلوك.
في الثّامن عشر من شهر ذي الحجّة العام 10 للهجرة، نصَّب الرَّسول الكريم(ص) أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب(ع)، قائداً للأمّة، ووليّاً لأمورها، حيث أكمل الامام المسيرة الرّساليّة، وبيَّن حقائقها، وثبَّت دعائمها، وعمل بكلِّ صدق وإخلاص على ترسيخ مبدأ الوحدة الإسلاميّة قولاً وعملاً، فلم يكن الإمام(ع) إماماً لمذهب أو طائفة، بل كان إماماً للإسلام كلّه، وعاش حياته كلّها واستشهد من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، والّتي لا تكون بشكلها الحيّ والفاعل إلا بوحدة المسلمين وتفاهمهم، والمشاركة في بناء مصيرهم.
وبهذه المناسبة العطرة نضع بين ايدي متصفحينا الاعزاء الجزء الاول من خطبة الغدير، يرويها الفنان والممثل اللبناني الشهير "بيير داغر" بصوته الجميل والمميز.
س.ب/س.ب