البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English
392
-
الف
+

الروائية الفلسطينية عدنية شبلي تمنع من التكريم في "معرض فرانكفورت للكتاب"

"معرض فرانكفورت للكتاب" يحجب كاتبة فلسطينية

"معرض فرانكفورت للكتاب" يحجب جائزة "LiBeraturpreis" عن الروائية الفلسطينية عدنية شبلي وتكريمها، وذلك بتهمة "معاداة السامية" إتاحة مساحة إضافية "لدعم الأصوات اليهودية والإسرائيلية".

العار ليس إسرائيلياً فقط، فأحفاد لغة غوته لهم حصتهم من الخزي. هذه المرّة يتكفّل "معرض فرانكفورت للكتاب" (18-22 تشرين الأول/أكتوبر) الجاري، برفع الضيم عن "مبادئ الإنسانية"، وذلك بحجب جائزة "LiBeraturpreis" التي تنظمها "الجمعية الأدبية الألمانية"، وكان من المقرّر منحها للروائية الفلسطينية عدنية شبلي (1974) عن روايتها "تفصيل ثانوي" (2017) بتهمة "معاداة السامية"، وتصوير "إسرائيل" على أنها "آلة قتل"، والانقلاب إلى الضفة المعادية بتخصيص جزء من فعاليات المعرض لإتاحة مساحة إضافية "لدعم الأصوات اليهودية والإسرائيلية"، وفقاً لبيان مدير المعرض بورجن بوس. 

وكأن "إسرائيل" بحاجة إلى شهادة حسن سلوك في القتل. سردية مضادة تعمل بأقصى طاقتها على محو الذاكرة الفلسطينية في "هولوكوست" ثقافي بامتياز، إذ ليس للضحية أن تدافع عن نفسها، أو ترفع صوتها أو تعلن عن هويتها. لا سكان أصليين في فلسطين كي ننصت إلى روايتهم عن التنكيل التاريخي بهم، حتى لو كان الأمر يتعلّق برواية تعيد توثيق اغتصاب وقتل امرأة بدوية في النقب، عشية النكبة الأولى على يد كتيبة صهيونية، وتالياً فقد ارتكبت صاحبة" مساس"، و"كلنا بعيد بذات المقدار عن الحب"، ذنباً لا يغتفر بنبش تاريخ مشؤوم ينبغي دفنه تماماً بوصفه بُراز قطط لا أكثر.

بقليل من العدالة والنزاهة، كان على "بابل اللغات" أن ترفع الحيف عن المأساة الفلسطينية ولو لمدة ساعة واحدة في قاعة مغلقة، وأن تربت قليلاً على كتف الضحية، لحظة اكتشاف الجحيم الذي وقع على الفلسطينيين، من مجزرة كفر قاسم إلى محاولة إبادة غزّة.

في الرواية التي نقلت إلى اللغة الألمانية، تتفرّع مفردة "اغتصاب" من  ما هو حسّي إلى اغتصاب أرض وذاكرة وفضاء، وإذا بهذا التفصيل الثانوي هو جوهر الاحتلال بالتوازي مع جرائم أخرى يصعب توثيقها، فالراوية تذهب إلى صحراء النقب لإعادة تركيب الجريمة بقصد تأمل ذاتها المنهوبة أولاً، إذ تصادف سنة وقوع الحادثة مع ولادتها، ولكن بعد مضي ربع قرن.

هكذا تنزلق" داخل هوة عميقة من الإحساس بالاضطراب"، والخوف والريبة، وهي تعبر الحواجز بهوية مستعارة. لا عناوين برّاقة هنا، إنما منمنمات صغيرة في إعلاء شأن الهامشي والمهمل، في حياة مرتهنة للسراب، ومحاولة تدوينها بوصفها أسئلة ملحّة كي لا تقع في باب الغياب، فالتفاصيل الفردية ضرورية لاستكمال المشهد الجمعي، من دون هتاف وصخب، وذلك بحفريات مشغولة بفرشاة أسنان لا معول مسنوناً للكشف عن لقى سردية نفيسة، ستكون بوصلتها إلى الحقيقة المغيّبة.

"من غير الضروري أن نصف كل التاريخ الذي مضى، تكفي عينة. كما في الجيولوجيا، تكفي عينة فقط"، تقول شلبي، المقيمة اليوم في برلين.

ستطوى أيام فرانكفورت بعد أيام محدودة، لكن رواية "تفصيل ثانوي" لن تنطفئ جذوتها، فقد عبرت لغات كثيرة، وحصدت أكثر من جائزة عالمية.   

يذكر أن عدنية شبلي هي كاتبة روائية من مواليد "عرب الشبلي" في فلسطين المحتلة عام 1948، بدأت بنشر القصص والنصوص السردية منذ 1996 في مجلة "الكرمل" وغيرها.

صدر لها في الرواية: "مَساس" (2002)، "كلّنا بعيد بذات المقدار عن الحبّ" (2004)، وكتاب فني بعنوان "حراك" (2012).

اقرأ المزيد:

ف.س/ح.خ

الرسالة
إرسال رسالة