في خضم العدوان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، لم يقتصر الردّ الإيراني على الصعيد العسكري فقط، بل امتدّ إلى الجبهة الثقافية.
وأفاد موقع قناة آي فيلم بأنه تقرر عرض فيلمين وطنيين يحاكيان ذاكرة الصمود والمقاومة، ويعيدان إحياء الشجاعة المتجذّرة في قلوب الإيرانيين قبيل عرضهما في السينما.
الفن في خدمة الوطن... آلهة الحرب" يعرض للمرّة الأولى على التلفزيون
مع بدء العدوان الإسرائيلي على إيران في ليلة 13 یونیو/ حزيران، سارع صناع السينما الإيرانية إلى التضامن مع الشعب الإيراني، وذلك عبر عرض أعمال وطنية تذكّر بتاريخ القوة والتقدّم في وجه العدو. وفي هذا السياق، تقرّر عرض فيلم "آلهة الحرب" (خداي جنك) للمخرج الإيراني "حسين دارابي" وإنتاج "سعيد سعدي"، للمرة الأولى على شاشة التلفزيون.
هذا الفيلم المستوحى من حياة الشهيد حسن طهراني مقدم، المعروف بـ"أب الصواريخ الإيرانية"، لا يسلّط الضوء على ساحات المعركة فحسب، بل يكشف خفايا صناعة الصواريخ الإيرانية والتحديات العلمية التي سبقت لحظة الانطلاق. العمل يروي قصة تطوير القدرات الدفاعية الإيرانية بجهود محلية، ويستعرض مشهدا تاريخيا مهما عن منح ليبيا صواريخ لإيران في تلك الفترة.
ويشارك في هذا الفيلم السينمائي الفنانون كل من : داریوش کاردان، حسین سلیماني، بیام احمدينيا، نادر فلاح، مهدي فریضة، دانيال نوراش، سيد مهدي حسيني، بیمان بورنک وأحمد ياوري.
قرار عرض الفيلم في توقيت تصاعد الرد الإيراني كان رسالة واضحة: قوتنا ليست جديدة، بل متجذرة في تاريخنا العلمي والميداني.
"دمعة الهور"... انتظار أمٍّ ينتهي على ضفاف الكرامة
في الخامس والعشرین من یونیو، تزامنا مع ذكرى استشهاد القائد علي هاشمي، تمّ بثّ فيلم "دمعة الهور" (اشك هور) السينمائي من إخراج مهدي جعفري ومن إنتاج مجتبی فرآورده، عبر عدة منصات الکترونیة ایرانیة.
الفيلم يستعرض الأيام الأخيرة من حياة الشهيد علي هاشمي بأسلوب روائي غير خطي، حيث يتداخل الماضي بالحاضر. القصة تُروى من خلال لسان أحد المحاربين القدامى، والذي يعثر على جثمان الشهيد في هور العظيم، في لحظة تنهي انتظارا دام ٢٢ عاما عاشته والدته.
العمل يقدّم جانبا إنسانيا من الحرب، ويضيء على معاناة أمهات الشهداء اللواتي عشن على أمل عودة أحبّتهن، دون أن يفقدن كرامتهن ولا إيمانهن بقضية الوطن.
ويشارك في هذا العمل السينمائي كل من: رضا ثامري، رويا أفشار، تورج الوند، ميثم رازفر، شبنم غودرزي، وساره رشيدي.
وقد جاء في ملخص قصة فيلم "دمعة الهور": "مائدة عشاء "أم علي" بقت مفروشة. أصوات الإنذارات الحمراء وأصوات مضادات الطائرات كانت تثير قلقها في عمق الظلام. وجلست "أم علي" بهدوء على عتبة بابها منتظرة عودة ابنها من الجبهة... واستمرت في الانتظار لمدة اثنين وعشرين عاما بذلك الهدوء."
السينما تقاوم... والشعب يشاهد تاريخه بعيون فخر وانتماء
عرض هذين الفيلمين خلال فترة الهجمات الصهيونية لم يكن مجرّد مصادفة، بل جزءا من معركة الوعي والإيمان بالهوية. "آلهة الحرب" أحيا روح الإنجاز والصمود العلمي، بينما أعاد "دمعة الهور" تأكيد معاني التضحية والانتماء، خصوصا من خلال شخصية الأم التي تمثّل الوطن في أقسى لحظاته.
أبطال هذه الأفلام، بمواقفهم ومشاعرهم، نقلوا رسالة واضحة للشعب: أنتم لستم وحيدين... والتاريخ معكم، بالصورة والصوت والموقف.
ف.س