همدان

في قرية (علي صدر) الواقعة على جبل (سوباش) على بُعد نحو ستين كيلومتراً شمال مدينة همدان، هناك مغارة كبيرة يعتبر من أجمل الظواهر الطبيعية وأكثرها إثارة للدهشة والحيرة في العالم ,يطلق على هذه المغارة اسم مغارة علي صدر نسبة إلى تلك القرية.

تغطي أرضية مغارة علي صدر مياه تنبع من مغارة سراب. وفي مدخل المغارة الواقع في الجانب الغربي من جبل سوباش باحة واسعة تغطي سقفها وجدرانها ترسبات كاربونات الكالسيوم. وتضم المغارة في داخله تفرعات واسعة تشكل ما يشبه الصالات ترتبط فيما بينها بدهاليز جافة. وتشكل مجموع هذه الصالات وتفرعاتها بحيرة مائية مغلقة يصل عمق الماء فيها إلى خمسة أمتار، ويكون ماؤها صافياً وخالٍ من أي طعم أو رائحة.

ويتعرض ارتفاع الماء داخل المغارة إلى تغييرات مستمرة تترك آثارها على جدران المغارة، ويرجع سبب ذلك إلى خروج الماء من بعض المجاري الضيقة إلى خارج المغارة ليشكل ما يسمى بالعين المالحة.

ويرتفع سقف المغارة عن سطح الماء في بعض مناطقه مسافة عشرة أمتار وهو مغطى بترسبات كاربونات الكالسيوم الصافي أو المخلوط بعناصر أخرى عديدة. وتتخذ هذه الترسبات أشكالاً مختلفة تضيف إلى جماليات وخصوصيات هذا المغارة.

وعلى أرضية بعض المناطق الخالية من الماء داخل المغارة، تتخذ الترسبات أشكالاً جميلة ومتنوعة بألوان مختلفة تغطي أيضاً جدران المغارة. وبفعل وجود البخار وتكثفه على هذه الأشكال فانها -أي الأشكال- تبدو وكأن الماء ينزل منها على شكل قطرات متوالية تتساقط على سطح الماء. وعموماً فان المغارة يضم في داخله مشاهد رائعة ويمتاز بجو طيب وهواء ساكن وخفيف. ولم يتم اكتشاف كل الأنفاق المتفرعة من المغارة ويقال ان أكثر مسافة قطعت داخل هذه الأنفاق بلغت نحو عشرة كيلومترات.

على أية حال، فان مغارة علي صدر بهمدان يعتبر من أجمل المناطق السياحية في المحافظة. ويستقطب كل عام أعداداً كبيرة من السياح من داخل ايران وخارجها، ويصل عدد الزوار أحياناً إلى عشرة آلاف زائر في اليوم الواحد.

ومن عناصر الجذب السياحي لهذه المغارة، إنشاء فنادق ومطاعم سياحية وأسواق عديدة إلى جوارها، وكذلك تبليط الطرق المؤدية إليها ووجود قوارب وانارة داخل المغارة ليتمكن السياح بواسطتها الاطلاع على المغارة بشكل جيد.

د.ت