يعد الجامع الكبير في مدينة يزد أحد أبرز المعالم التاريخية في إيران، حيث يدل كل ركن منه على عصور تاريخية مختلفة.
يعود تاريخ تشييد المسجد إلى عصور ما قبل الإسلام. ويعد هذا المسجد من أجمل مساجد العهد التيموري، ومن أجمل التحف المعمارية في القرن التاسع الهجري من حيث البلاطات والواجهة العالية والمآذن والكتائب الموجودة فيه.
يبلغ ارتفاع مآذن المسجد 52 مترا، وعلى الرغم من أن المبنى الرئيسي للمسجد يُنسب إلى ما قبل العصر التيموري، إلا أن المبنى الحالي و وفقا للنقوش الموجودة يُظهر أنه بني في العصر التيموري.
كتائب المسجد واحدة بخط كوفي من الآجر، والأخرى بخط الثلث الأبيض على البلاط الأزرق اللازوردي.
ورد في نص الكتيبة اسم شاهرخ التيموري والسلطان جهانشاه، كما مذكور فيها تاريخ 861 هجري قمري.
في عصور ما قبل الإسلام، من المحتمل أن معبدا ساسانيا كان قد أقيم في الموقع الحالي لجامع يزد الكبير، وانه قد بقي حتى عصر ما بعد الإسلام.
المبنى الحالي للمسجد تبلغ مساحته حوالي 10000 متر مربع، بما في ذلك المدخل والفناء الأمامي، والصحن الكبير، والأروقة الجانبية للصحن، والإيوان، والقبب، والصحن الكبير القائم على أعمدة، والمكتبة، والزخارف المتينة والجميلة والكتيبات والنقوش التاريخية وغيرالتاريخية.
يعتقد المستشرق مكسيم سيرو أن أول مسجد تم بناؤه فوق المعبد الساساني، كان يسمى المسجد العتيق، ويعود إلى القرون الأولى من الإسلام.
أقدم نشاط ديني إسلامي تم توثيقه في الأجواء الحالية لجامع يزد الكبير يعود إلى القرن الثاني الهجري.
تعود أهمية المسجد إلى عدة أسباب: أولاً، هو أقدم نموذج معماري تم تقليده خلال القرن التاسع الهجري في العمارة الدينية في منطقة يزد.
ويتكون الجامع من مقصورة مقببة وصحن طويل مستطيل الشكل، والمخطط المربع للمسجد مشتق من النمط المعماري للكعبة المشرفة، ويعتبر معلماً معنوياً ومقدساً من روائع العمارة الإسلامية.
قبة المسجد لها قشرتان خارجية وداخلية، والقسم الداخلي للقبة تم تصميمه وبناؤه وفقا للمتطلبات المكانية والتنفيذية للعمارة الداخلية للمسجد، وهو مختلف تماماً عن الغطاء الخارجي الذي يتكون وفقا للمتطلبات الخارجية.
من الميزات الأخرى هو الاستخدامات الواسعة للطيقان الجانبية، وهي مكسية بالبلاطات المعرقة.
ومن النقاط الأخرى الجديرة بالملاحظة في بناء جامع يزد الكبير هي مسألة الإنارة غير مباشرة من خلال انعكاس الضوء من الجص الأبيض للقبة والجدران.
كما أن الزخارف داخل القبة وخارجها، والمنظر الخارجي والداخلي للرواق الرئيسي ومحرابه الجميل، والذي يعد أحد الأجزاء المهمة في المسجد، كلها قيمة وأخاذة للغاية.
تم إنشاء المسجد في المكان الذي كانت قد شيدت فيه ثلاثة مساجد خلال القرون الغابرة، لكن أدمجت المساجد الـ3 في العصر القاجاري وتكون منها هذا المسجد بصحنه الواسع حاليا
ف.أ