البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English

سياحة

موقف الدراما الإيرانية من صحابة النبي (ص)

تهم كثيرة تلاحق الدراما الإيرانية تؤدي إلى تغييبها عن شاشات أغلب المحطات العربية والإسلامية وسيطرة الدراما الأجنبية من تركية وبوليودية وهوليودية واسبانية وصينية وكورية وغيرها على شاشات تلك المحطات ودخولها إلى منازل الأسرة العربية والمسلمة وأداء مهامها الموجهة في ضرب الثقافة الإسلامية الأصيلة وعلاقة الإحترام ضمن الأسرة الواحدة وتشجيع نقد الأصالة والترويج لعادات وتقاليد وآداب ورسوم لا تمت لا لديننا ولا لتراثنا بأية صلة.

وبمعزل عن المهام الكثيرة التي تقوم بها الدراما الإيرانية من توعية أخلاقية من خلال أعمال دراما اجتماعية تحاكي أحداثا معاصرة أو كوميديا مهذبة تروح عن النفس دون أن تخدش حياء المتابع ويمكن لكل أفراد الأسرة متابعتها، نجد أن الأعمال التاريخية تقوم بمهمة بالغة الأهمية أيضا في نقل حقائق عن أحداث تاريخية هامة جدا وترتبط بنا وبالمنطقة بشكل عام سواء إسلامية أو تارخ معاصر من انقلابات وثورات في المنطقة حدثت خلال المئة عام الأخيرة أو قديمة ترجع لتاريخ الإسلام أو إلى آلاف السنين مثلما حدث في المسلسل الخالد "يوسف الصديق (ع)".

وضمن هذه الأعمال التاريخية تبرز بعض الأعمال الفاخرة التي تتطرق لسير وقصص حياة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، التي لطالما حاولت بعض الجهات الإصطياد في الماء العكر من أجل إيجاد شرخ وجفاء بين المشاهد العربي والدراما الإيرانية التي تعتبر الأنسب لثقافتنا الشرقية.

إضافة إلى أن الدراما الإيرانية تتطرق للحوادث التاريخية وسير أصحاب الرسول الأكرم (ص) بشكل غير متطرف وحقيقي يستند إلى وثائق تاريخية ومصادر لا غبار عليها ومقبولة لدى الجميع سواء في المذاهب الإسلامية أو باقي الأديان السماوية.

كما توظف الدراما الإيرانية أفضل إمكانات الدراما وصناعتها سواء سينمائيا أو تلفزيونياً للأعمال التاريخية وتحدد لها ميزانيات كبيرة وضخمة لإنتاج أعمال مقبولة وأكثر من جيدة أيضا؟

إضافة إلى هذا كله لا يخفى على أحد استضافة إيران لأعمال من خارج إيران أو إنتاجات جيدة لها في الخارج، كما لا يخفى على أحد حضور خبراء ومستشارين وفنانين إيرانيين في الأعمال التاريخية العربية وخصوصا حضور خبراء المكياج في هذا المجال كما حدث في الأعمال العربية الهامة والتي تتطرق لحياة الخلفاء الراشدين.

وهنا تأتي كلمة الدراما الإيرانية كصفعة على وجه من يريد اتهامها أو التقليل من شأنها أو دورها في المجتمع الإسلامي كدراما محتشمة بديلة ومناسبة للأسرة من خلال تقديم أعمال تتضمن سير الصحابة وتشير إلى صفحات مشرقة من حياتهم مثل: مصعب بن عمير، حجر بن عدي، أويس القرني، ، أبو ذر الغفاري، حبيب بن مظاهر، ميثم التمار، عبد الله ابن مسعود وغيرهم وأخيراً مسلسل سلمان الفارسي. 

ففي مسلسل "الإمام علي (ع)" الذي أبدعه المخرج الإيراني القدير "داوود مير باقري" واستمر انتاجه منذ عام 1991 حتى عام 1996، حيث يتحدث عن شخصية امير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - وجهاده وحروبه التي خاضها مع الناكثين والمارقين وكيفية استشهاده في محراب مسجد الكوفة يتطرق إلى حياة بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل أبو ذر الغفاري وميثم التمار وعبد الله ابن مسعود، وعمار بن ياسر. 

حيث مثل الفنان "جواد خدادادي" دور الصحابي الجليل "عمار بن ياسر" في مسلسل الإمام علي (ع) وكان دورا جميلا من كافة جوانبة تمثيلاً ومكياجاً ودوبلاجاً وموسيقى.

أما دور الصحابي "أبو ذر الغفاري" فقد آل في المسلسل إلى الفنان الإيراني القدير "جمشيد مشايخي" الذي تقمص تلك الشخصية بأفضل شكل ممكن ونقل صورة أقرب ما تكون إلى الواقع عن تلك الشخصية حسب ما نقلته كتب التاريخ الإسلامي.

كما لعب الفنان الإيراني "علي آزاد" دور الصحابي وراوي الحديث "عبد الله ابن مسعود" في نفس المسلسل ولم ينقص هذا الدور كل ما قيل في حق الأدوار التي سبقته في الحديث عنها.

أما في مسلسل "المختار الثقافي" الذي كان أحد الأعمال الخالدة في سجل المخرج "داوود مير باقري" والذي استغرق أيضا 6 سنوات بدأت عام 2003 واستمرت حتى عام 2009 والذي يروي قصة ثورة المختار الثقفي ويعرج من خلالها على ما حدث في كربلاء من ظلم بحق آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كان هناك تجسيد لعدد من شخصيات صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمثال حبيب بن مظاهر وميثم التمار.

فقد جسد الفنان "برويز بور حسيني" دور الصحابي الجليل "ميثم التمار" حيث يجسد الفنان الدور بشجاعة وإحترافية تامة وله في المسلسل خطبة شهيرة ومؤثرة ومليئة بالعبر والحكم يلقيها في الكوفة ويستمر على موقفه بشجاعة. كما مثل الفنان "محمد بور ستار" دور الصحابي عمار بن ياسر في كهولته فقد كان من أصحاب رسول الله وعاش كربلاء إلى جانب بيت النبوة في ذاك العمر وقاتل فيها إلى جانب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

تتحرك الدراما الإيرانية بعدها نحو الصحابي "مصعب بن عمير" حيث قام المخرج "مهدي صباغ زادة" عام 2011 بإخراج فيلم "طريق الجنة" وهو فيلم تاريخي يتناول مقطعا تاريخيا معينا من حياة الرسول صلى الله عليه واله وسلم، فيقص الفيلم سيرة مصعب بن عمير احد اشراف قريش، ويركز على الفترة الزمنية ما بين بعثة النبي الاكرم (ص) ومعركة احد. ويقوم بدور مصعب بن عمبر في الفيلم الفنان الإيراني المحبوب "أمين زندكاني" ويشاركه البطولة كل من إلهام حميدي ورامتين خدا بناهي ونسرين مقانلو وحسن أسدي.

وللتابعي الجليل "أويس القرني" الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من الأحاديث والعبارات نصيب من الدراما الإيرانية حيث أخرج المخرج "أمير قويدل" فيلما عام 2007 يروي قصة حياة التابعي الجليل (أويس القرني)، أحد أصحاب الني (ص) الذي عاش في اليمن، و تتابع  أحداثه ليبين الوضع السياسي والإجتماعي الذي ساد اليمن قبل ظهور الإسلام، وكذلك ولاء اليمن لإيران آنذاك، إضافة إلى تحقق الوعود الإلهية للنبي الأكرم (ص) التي تشاهدونها خلال القصة.

ويقوم ببطولة الفيلم مجموعة من نجوم الدراما الإيرانية وفي مقدمتهم الفنان القدير داريوش أرجمند والفنان القدير أكبر عبدي  والنجم برويز بور حسيني والمتألق بهزاد فراهاني.

ولم تتوقف المساعي هنا حيث يعمل حاليا المخرج الإيراني المبدع "داوود مير باقري" على إخراج مسلسل تاريخي جديد يروي سيرة حياة الصحابي "سلمان الفارسي" ويعتبر العمل من أضخم أعمال مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ويعد المسلسل من المسلسلات المصنفة بدرجة "الف" في التلفزيون الايراني مما يعني انه انتاج تلفزيوني ضخم وفاخر.

وحسب تصريحات لمير باقري فان مسلسل "سلمان الفارسي" يعد أحد أكبر المشاريع التلفزيونية في إيران،مما دفع القائمين عليه الى تقسيمه إلى ثلاثة اجزاء: الجزء الأول ويتعلق بمولد سلمان الفارسي وطفولته وفترة ما قبل الإسلام، ويستوجب بناء مدينة من أجل تصوير هذا الجزء من العمل، أي ستبنى مدينتا "جي وتيسفون" اللتان كانتا عاصمة إيران في العهد الساساني.

أما الجزء الثاني فيعود إلى منطقة روما والإمبراطورية البيزنطية، حيث هاجر سلمان إلى هناك فترة وحدثت معه هناك أحداث كثيرة.

أما الجزء الثالث والأخير فيتعلق بفترة ظهور الإسلام و وجود سلمان الفارسي في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومرافقته لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ح.خ/ح.خ

شارك