البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English

سياحة

تاريخ السينما الإيرانية (1)

*  حـســـن هــــدايــــــــت

* ترجمة: فرزدق الأسدي ©️

 

 

 

خاص آی فیلم: باريس... عام 1895... يعرض مخترعو جهاز التصوير الإخوة "لوميير" في الثاني والعشرين من شهر مارس/آذار هذا العام فيلم "خروج العمال من المعمل". هذا الفيلم هو أول عرض لجهاز الـ"سينماتوغراف" أو بعبارة أخرى أول الصور المتحركة التي تم عرضها على الستائر العريضة. كان جهاز تصوير الإخوة لوميير يؤدي ثلاثة أدوار في آن واحد: تصوير الفيلم، وعرضه، واستسناخه.

أنتج الإخوة لوميير في الفترة مابين 1895 إلى 1905 خمسة عشر فيلما. أوفدوا بعدها اثنين و ثلاثين مصوراً إلى اثنين و ثلاثين بلداً في مختلف أنحاء العالم؛ و عرضوا في مدينة باريس ما صور هؤلاء المصورين.

تزامنا مع الإخوة لوميير صنع المخترع الأميركي الشهير "تامس إديسون" جهازاً يشبه السينماتوغراف؛ وثـّق من خلاله صوراً لرجل و هو يعطس. كان للأفلام الأولية وقع كبير على نفوس المشاهدين؛ حيث أن المتفرجين الفرنسيين فروا من صالة العرض عندما رأوا على الشاشة قطاراً يسير نحوهم.

عند بزوغ فجر السينما كان الملك القاجاري مظفرالدين شاه (1853 - 1907 م) يحكم إيران. و كان خامس ملوك السلسلة القاجارية. رغم تردي الأحوال الإقتصادية والمعيشية في إيران آنذاك، كانت لمظفرالدين شاه رغبة كبيرة و جامحة للذهاب إلى أوروبا و خوض الأسفار الطويلة. و في إحدى هذه الأسفار بالذات، إكتشف مظفرالدين شاه القاجاري السينما؛ وعشقها.

رغم سوء الأحوال الإقتصادية والإجتماعية التي كانت تسود البلاد آنذاك غادر مظفرالدين شاه القاجاري في مارس/آذار عام 1900 إيران مسافراً نحو أوروبا، و ذلك باستخدام سلفة اقترضها من الحكومة البريطانية.

خلال رحلته هذه والتي لم تكن بقصيرة مكث في إحدى المدن الفرنسية و ذلك من أجل الاستجمام والتداوي بعيون المياه الساخنة التي كانت تفور هناك. و في يوليو نفس العام ذهب مظفرالدين إلى دار للسينما في تلك المدينة، لكي يشاهد الفيلم المعروض هناك؛ وهام بها منذ ذلك الحين.

وفي مذكراته يقول مظفرالدين شاه بهذا الشأن :«عصراً أمرنا مصورنا العكاس باشي كي يتصل وعن طريق سميع السلطنة بالشخص الذي كان قد جلب معه من باريس السينماتوغراف[كاميرا التصوير] واللانترماجيك[بروجكتر الإسلايد] كي يعد تلك الآلات لنتفرج عليها. ذهبنا لمكان بقرب النزل الذي يتغدى و يتعشى فيه خدامنا... و تفرجنا على الآلتين. حقاً إنها شيء بديع و فريد. تـُظهر أغلب الأماكن و تجسمها في الصورة بشكل مثير للدهشة. أمرنا مصورنا العكاس باشي كي يبتاع كل تلك الآلات.»

أول فيلم إيراني موثـّق، تم تصويره في مدينة «إستاند» البلجيكية على يد مصور مظفرالدين شاه أي الميرزا إبراهيم العكاس باشي. حيث صور الميرزا إبراهيم، مظفرالدين شاه صبيحة يوم الأربعاء الخامس عشر من آب/أغسطس عام 1900 ميلادية.

للأسف لم يعثر على هذا الفيلم لحد الآن؛ لكن هناك مقطع مصور لمظفرالدين شاه يعود إلى ثلاثة أيام بعد ذلك، حيث حظر فيها مهرجان الزهور في المدينة.

حظر مظفرالدين شاه حفل الزهور ذلك و تم تصويره على يد العكاس باشي. وكتب الملك القاجاري بهذه المناسبة: «اليوم هو يوم حفل الزهور. أمرنا العكاس باشي لكي يصور بالسينماتوغراف. كان يوماً ممتعاً حقاً.»

و بهذا كان مظفرالدين شاه أول من استورد كاميرا التصوير والعرض إلى إيران. كما اعتـُبر الميرزا إبراهيم خان العكاس باشي أول مصور سينمائي إيراني.

صوّر الميرزا إبراهيم خان عكاس باشي بعد ذلك مشاهد كثيرة في إيران؛ شكلت وثائق تاريخية قيّمة من المجتمع الإيراني آنذاك. كما صور بالكاميرا تلك أولى المسرحيات الفكاهية التي اشتهرت باسم «المضحكة».

شارك