* حـســـن هـــــدايـــــــــت * ترجمة: فرزدق الأسدي ©️ |
خاص آي فیلم: أول من عمد على تعميم السينما في إيران؛ مخرجا إياها من أجواء البلاط والأرستقراطية كان الـ"ميرزا إبراهيم صحاف باشي".
كان ميرزا إبراهيم صحاف باشي قد تجوّل لمدة طويلة في أوروبا والهند، وكان عارفا بالسينما. لذلك عاد إلى إيران و معه جهاز عرض للأفلام السينمائية.
بدأ ميرزا إبراهيم صحاف باشي في أكتوبر عام 1905 أول العروض السينمائية خارج البلاط في الباحة الخلفية لمحل عمله والذي كان محلا للتصوير الفوتوغرافي في شارع "لاله زار" بطهران.
أدى الفساد الاقتصادي والاجتماعي المستشري و الحيف والاستبداد إلى تفاقم النضال الشعبي الذي كان قد بدأ منذ سنين و ظهوره إلى العلن. و أدت الإحتجاجات لدى كافة فئات الشعب و منها علماء الدين والمثقفين المثقفون إلى تكوين الثورة الدستورية والتي اشتهرت بثورة الـ"مشروطة".
و في آب/أغسطس عام 1907 رضخ مظفرالدين شاه إلى ضغوطات الثوار و وقـّع على وثيقة الثورة الدستورية. ولم يعمر مظفرالدين شاه كثيرا بعد توقيعه الوثيقة و توفي في فبراير/شباط من نفس العام.
بعد وفاة مظفرالدين شاه إعتلى ابنه محمدعلي شاه سدة الحكم. كان محمدعلي شاه حاكما مستبدا؛ مناهضا للثورة الدستورية؛ لذلك عمد وبالتعاون مع عساكر القوزاق الروس بقيادة الكولونيل لياخوف على قصف مبني البرلمان بالمدفعية. مما أدى إلى مقتل و جرح الكثير من الثوار و نواب المجلس؛ كما إلقي القبض على الكثير منهم.
بعد حوالي عامين من بدء ميرزا إبراهيم صحاف باشي عمله استطاع شخص يدعى "روسي خان" من تعميم السينما في إيران. كان اسمه الحقيقي "إيوانوف" و كان ينحدر من أصل روسي. أصبح إيوانوف في عهد محمدعلي شاه مصور البلاط الرسمي؛ و نال على لقب "روسي خان".
كانت عروض روسي خان تقام في باديء الأمر في البلاط و في بيوت النبلاء. و بدأ بعد ذلك بتقديم العروض في محلـّه للتصوير الفوتوغرافي في شارع "علاء الدولة" أو شارع "فردوسي" الحالي. و في المرحلة التالية حوّل الباحة الجانبية لمحلـّه إلى صالة للعرض بوضعه مصطبات فيها حيث شرع بعرض الأفلام هناك.
قلد البعض صالة العرض التي أنشأها روسي خان. و كان أهم غريم له في هذا الجانب شخص يدعى آقايوف. حيث عمد الثاني أيضا على إعداد صالات لعرض الأفلام. لكن روسي خان حاول إزالة منافسيه باستخدام معرفته و علاقاته بالبلاط و بقائد القوزاقخانه الكولونيل لياخوف.
بعد مدة اشترى روسي خان و خلال إحدى سفراته إلى روسيا كمية كبيرة من الأفلام لكي يعرضها في إيران. ثم وبالتعاون مع "حيدر خان عمو أوغلي" والذي صار بعدئذ من قادة الثوار، إفتتح روسي خان و في الطابق الثاني من مطبعة "فاروس" في شارع لاله زار صالته الأساسية؛ حيث كانت أنذاك أكثر الصالات فخامة و أبهة في طهران.
كانت لكاميرات التصوير آنذاك شكلها الخاص. دوران البكرات كان يتم عبر قوة يد عامل الجهاز حيث كان يدير عتلة بيده و يؤدي ذلك إلى عبور الفيلم من أمام العدسة. كما كانت الإنارة تتم عبر احتراق أنابيب المغنسيوم؛ و لذلك فإن شفافية الصورة على الشاشة كانت متغيرة بالنسبة لشدة نور الجهاز.
لم يدم استبداد محمدعلي شاه كثيرا. و في عام 1910 استولى الثوار المطالبون بالدستورية على العاصمة طهران، و عزلوا محمدعلي شاه عن الحكم. و بعد مدة قصيرة من نفي الملك المستبد إلى روسيا؛ لحقه روسي خان إلى هناك. و انتهى عصر سينما روسي خان و آقايوف في السينما الإيرانية. فيما قضى روسي خان آخر أيامه في العاصمة الفرنسية باريس.