البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English

سياحة

بالصور.. مسرح أفاميا من أكبر مسارح العالم القديم بريف حماة السورية

يعتبر مسرح أفاميا الروماني أحد أوسع مسارح العالم القديم إذ كان يتسع لنحو 25 ألف متفرج ولا يسبقه في الحجم سوى مسرح بومبي في روما.

وامتاز هذا المسرح بتقنية انتشار الصوت المستخدمة فيه بحيث كان يمكن سماع كل ما يدور على المنصة من أي جهة في المسرح ما جعله مثار دهشة وإعجاب وبحث الاختصاصيين المعاصرين.

ويقع المسرح في مدينة أفاميا الأثرية عند طرفها الغربي في السفح المقابل لقلعة المضيق بريف حماة ورغم أنه بني في الفترة الرومانية لكن استخدم في تصميمه الطراز الهلنستي حيث تمت الاستفادة خلال بنائه من انثناء الأرض ليستند عليها.

والمسرح اليوم بمجمله غير محفوظ بشكل جيد فقد استخدم كميدان ومقلع حجارة لترميم قلعة المضيق زمن نور الدين زنكي في القرن الـ 12 الميلادي وعندما بنى السلطان العثماني سليمان القانوني خاناً في المدينة عام 1531 نقلت حجارته من ركام المسرح كما عثر على أفران كلس كثيرة كانت تستخدم لصناعة الكلس وكل ذلك ساهم في تخريب هذا الصرح وتدميره خلال العصور الوسطى.

وعن تاريخ بناء مسرح أفاميا يبين الباحث الأثري الدكتور بسام جاموس أنه يعود إلى القرن الثاني الميلادي ويذكرنا مخططه بمسرح أسبندوس في مدينة أنطاليا لافتاً إلى أن هناك بعض الجدران والأساسات تعود إلى الفترة الهلنستية وتقع تحت مدرج المسرح.

ويضيف جاموس أن المسرح يتألف من واجهة يبلغ عرضها 139 متراً حيث لم يبق منها سوى مداميك قليلة وجزء بسيط يبلغ ارتفاعه نحو 8 أمتار مزين بتيجان كورنثية مربعة الشكل وخشبته التي تقع ضمن الواجهة وهي غير واضحة المعالم.

ولفت جاموس إلى أنه كان للمسرح شكل نصف دائري متمركز مع المدرجات ويتصل معها بالممرات والأدراج التي كانت تلتقي عند البهو الأعلى إضافة إلى درج يسمح بالوصول إلى مدخل المسرح الجنوبي الضخم.

أما أوركسترا المسرح فهي عبارة عن ساحة نصف دائرية تقع في أسفل المدرجات وفيها بقايا بلاط حجري أما المدرجات فتتألف من ثلاث طبقات كانت محمولة على قبوات وعقود برميلية الشكل عليها مقاعد حجرية لا يزال بعضها موجوداً ويفصل بين صفوف المقاعد عدد من الأدراج الحجرية التي تؤدي إلى المخارج إضافة إلى الأدراج الصاعدة والنازلة.

وبدأت أعمال التنقيب والبحوث الأثرية للكشف عن مسرح أفاميا وفقاً لجاموس منذ بداية ستينيات القرن الماضي من قبل البعثة الأثرية البلجيكية التي باشرت عملها في الموقع لعدة مواسم.

ويشير إلى أن أعمال التنقيب أظهرت أن معظم أجزاء المسرح الباقية محفوظة بشكل سيئ من الدرجات التي كانت بارزة بروزاً بسيطاً وجدار المنصة وما فيها من تزيينات والأعمدة المشغولة من الجص لافتاً إلى أن عمارة مسرح أفاميا كانت بشكل عام ذات طراز بسيط ومعتدل.

وما أثر على حالة المسرح الحالية كما يؤكد جاموس أنه تحول في العصور الوسطى إلى حصن حيث بني في تلك الفترة برج مربع على أحد مداخل واجهته الغربية وشيد برج آخر دائري على قمة المدرج إلى الغرب أيضاً كما تم سد كل الممرات المؤدية إلى المسرح.

ونظراً لاستخدام المسرح في العصور الإسلامية اللاحقة عثر فيه على لقى تعود لتلك الحقب كالفخار.

وحول عمليات الترميم التي شهدها المسرح يوضح جاموس أنها لم تتضمن أعمالاً كبيرة حيث تم خلال عمليات تنقيب البعثة الأثرية البلجيكية تحرير المدخل الرئيسي الذي يقع في وسط المسرح كما قامت البعثة الأثرية الأمريكية السورية المشتركة خلال مواسم التنقيب لأعوام 2008-2009-2010 بتنظيف وتحرير المداخل الرئيسية والممرات وبعض المدرجات من الردميات والحجارة المترامية من أعلى السفح وإزالة الكتل الحجرية التي كانت تغلق الممرات.

ويتحدث جاموس عن مشروع كبير لترميم المسرح كانت المديرية العامة للآثار والمتاحف بدأته عام 2009 بالتعاون مع خبراء أمريكيين يشمل رفعاً هندسياً ومسحاً طبوغرافياً للبناء بغرض إحياء هذا الصرح الأثري المهم ولكن الحرب على سورية وما طال موقع أفاميا ومسرحها من اعتداءات على يد تنظيمات إرهابية حال دون إنجاز هذا المشروع.

* سانا

شارك