في مراسم أقامتها منظمة فارابي السينمائية في إيران بمناسبة حلول أيام ذكرى واقعة الطف تم تكريم المنتج الإيراني مرتضى شايسته منتج العديد من الأعمال السينمائية المرموقة، ومنها فيلم "يوم الواقعة".
و في إحدى جلسات تظاهرة تقيمها المنظمة تحت عنوان "سينما تكية" بهذه الذكرى، تحدث مرتضى شايسته عن بعض ذكرياته من إنتاج هذا الفيلم الذي لا زال متفرداً على قمة الأفلام السينمائية التي أنتجت بموضوع عاشوراء.
وقال مرتضى شايسته في هذا الحفل:"إذا أردت أن أتحدث عن ذكرياتي، فقد أعطاني سيدمحمد بهشتي ومحمد مهدي دادكو سيناريو"يوم الواقعة" لأقراءه.. بعد قراءة النص، أخبرتهم أنني سأساهم بنسبة 25 بالمئة..حيث قدرت التكلفة الإجمالية لإنتاج هذا الفيلم 100 مليون تومان آنذاك، وأنا ساهمت بـ25 مليون تومان."
وأوضح أن: القائمون على إنتاج هذا الفيلم كان بهرام بيضائي وشهرام أسدي وأنا، ثم انضم إلى مجموعتنا محمدرضاشريفي نيا وسيروسمقدم بعنوان مدير إنتاج ومساعد مخرج.
وتابع: المتوفون الذين رافقونا في هذا الفيلم هم عزت الله إنتظامي ومحمدعلي كشاورز وجمشيد مشايخي ومازيار برتو ورضا كرم رضائي وحسين بناهي.
وعن عملية إنتاج فيلم "يوم الواقعة" قال شايسته: تكونت مجموعة الإنتاج في طهران، ثم ذهبنا إلى مدينة بافق في محافظة يزد وسط إيران لتصوير الفيلم هناك.. في مسيرنا من يزد إلى بافق، إستأجرنا باصاً صغيراً حيث نهرنا السائق: "لا أعرف لماذا اخترتم هذه الأرض التي تشبه كربلاء؟" كانت هذه مشيئة الله أن نصور الفيلم في أرض شبيهة بكربلاء.
وأضاف: لتصوير مشهد الغبار في الفيلم حاولنا مرات عديدة التقاط هذا المشهد، لكن لم نفلح في ذلك، حتى فجأة أصبح الجو غائما واغبرّ وتمكنا من تصوير هذا المشهد..لذلك يجب أن أقول كانت هناك إمدادات غيبية وعون إلهي وراء هذا الفيلم، يمكنني أن أدعي ذلك، ويؤكد أصدقائي ذلك بشهاداتهم.
وقال منتج فيلم "يوم الواقعة": أنا سعيد لأنني وفقت في إنتاج هذا الفيلم، وأتمنى أن يتم إنتاج أفلام أخرى بهذه الجودة عن واقعة عاشوراء.. الفيلم بقي خالداً بسبب النوايا الصادقة التي كانت في ضمير الممثلين وطاقم الإنتاج.
وبعد شايسته تحدث الممثل فخر الدين صديق شريف والذي أدى أحد أدوار هذا الفيلم: أجرؤ على أن أقسم أن السيد شايسته تواضع كثيراً في كلامه؛ فهو أحد الأشخاص الذين تدين لهم السينما، فهو رأى الحقيقة التي كانت في وجود الحسين بن علي عليه السلام.. "يوم الواقعة" كان حقيقة يوم الواقعة، فإن مغزى عاشوراء هي عدم رؤية الذات.. في عاشوراء نسي أصحاب الإمام أنفسهم.. فالإمام وأصحابه غادروا الجسد الضيق وبلغوا الحقيقة اللامحدودة.
وفي هذه الجلسة من تظاهرة "سينما تكية"،وبالإضافة إلى تكريم مرتضى شايسته تم عرض نسخة معدلة من "يوم الواقعة"، وأقيم مجلس حكواتي بمضمون عاشوراء، كما قام الناقد نصرت الله تابش بتحليل ودراسة السيناريوهات العاشورائية.
يذكر أن فيلم يوم الواقعة إنتاج عام 1993 بسيناريو من بهرام بيضائي و إخراج شهرام أسدي، و يروي قصة شاب مسيحي يدعى عبدالله النصراني يسمع أثناء مراسم زواجه من راحلة بنت زيد نداء الإمام الحسين عليه السلام الشهير "هل من ناصر ينصرنا"، فيقرر الالتحاق بركب أبي عبدالله عليه السلام، لكنه يصل متأخراً إلى كربلاء ليشاهد الرأس الشريف للإمام مرفوعاً على الرماح.
ومثل أدوار الفيلم كل من عليرضا شجاع نوري، وعزت الله إنتظامي، ومحمدعلي كشاورز، وجمشيد مشايخي وجاله علو، ولادن مستوفي، ورضا كرم رضائي، وحسين بناهي وآخرون.
وفاز الفيلم بـ5 عنقاوات بلوريات من مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ13 لأفضل فيلم وأفضل موسيقى وأفضل مكياج وأفضل فيلم ثاني وأفضل تصميم مشاهد، وترشح لـ5 عنقاوات أخرى لأفضل سيناريو وأفضل إخراج وأفضل ممثل دور أول وأفضل مونتاج وأفضل تصوير.
ف.أ/ف.س