البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English

سياحة

الراحل علي حاتمي وسيناريو " آخر الرسل(ص)"

طمح المخرج الإيراني الراحل علي حاتمي في أواخر مسيرته الفنية لإخراج فيلم عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله سلم) حيث أعد سيناريو كاملا بهذا المضمون.

وضمن إحدى اللقاءات الصحفية في آخر أيام حياته قال حاتمي عن هاجسه هذا: "عندي أمنية مهمة للغاية، وهي أن تمهلني حياتي وإن يمن الله على حياتي الفنية أن أصور شخصية من دون نقطة ضعف، هذه الأمنية هي صنع فيلم ضخم عن حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فمنذ اليوم الذي شاهدت فيه فيلم "الرسالة" لمصطفى العقاد، لطالما حلمت بهذه الأمنية، وأسأل الله أن يوفقني لذاك قبل أن أموت."

لكن هذه الأمنية لم تتحقق على الرغم من كتابة نص سيناريو هذا العمل بالكامل، والذي سمّي "آخر الرسل".

المنتج محمد مهدي دادكو، والذي كان أيضاً صديقاً مقرباً لـ علي حاتمي يقول بهذا الشأن: "قام علي حاتمي لفترة طويلة بأبحاث في هذا المجال، وبتلك النفسية الخاصة التي كان يتمتع بها كان يذهب إلى العمل ليلاً مع الوضوء، حيث يفتح كل روحه وقلبه ويكتب السيناريو. هو كتب النص بشكل كامل ولم يترك شيئاً، رغم أنه عادة لم تقيده النصوص واشتهر كمخرج مبدع ومرتجل، لكنه كتب هذا السيناريو بشكل كامل.. حتى أنه وخلال تلك الفترة ومن أجل التأكد من الروايات وأحاديث النص، استشار رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، حيث تمت الموافقة على ذلك النص ولفت إليه الاهتمام..

سيناريو "آخر الرسل" يتطرق إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ثلاثة حقب، قبل البعثة، من البعثة حتى الهجرة، ومن الهجرة إلى وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والسيناريو في الواقع تحفة أعدها علي حاتمي بقلب منفتح كل الانفتاح، لكنه للأسف لم يعش لرؤية نتاجها".

وكانت طريقة تجسيد الرسول الأكرم (ص) إحدى الهواجس التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، حيث و وفقاً لتصريحات أميد روحاني، الناقد السينمائي وأحد رفاق علي حاتمي المقربين، كان لـ علي حاتمي طريقته الخاصة في تصوير فيلم "آخر الرسل": خلال المحادثات التي أجريناها مع الراحل حاتمي لإنتاج هذا الفيلم، توقع أن يستغرق إنتاج هذا الفيلم من أربع إلى خمس سنوات.. تمت كتابة السيناريو بأكمله بطريقة تتجنب أسلوب أداء مصطفى العقاد في فيلم الرسالة.. لأنه كما نرى في فيلم الرسالة، فإن الكاميرا تنوب عن عيون الرسول... لكن كان تركيز علي حاتمي على عدم استخدام هذا الأسلوب، حيث كان ينوي استخدام أسلوب"التشابيه" في المسرح الإيراني.. كان هذا أسلوب علي حاتمي بالذات، وهو من يمكنه أن ينتجها بنفسه، كان كلما يكتب فصلاً من السيناريو يقوم أيضاً بكتابة الديكوباج (السيناريو الفني) ليكون جاهزاً للعمل.

وكتب علي حاتمي في أجزاء من سيناريو فيلمه: "يجب تقسيم نص فيلم آخر الرسل إلى ثلاثة أجزاء بدلاً من جزأين، من الولادة إلى الولادة، ومن الولادة إلى الهجرة، ومن الهجرة حتى الوفات."

ويضيف في مكان آخر: "إعادة شرح: وفاة الرسول الأكرم (ص) يأتي بشكل رمزي في الجزء الأول، ومن خلال مشهد إضافي من خلال مرور أسامة قائد جيش الإسلام الذي اختاره الرسول الأكرم (ص) من جانب سرير الوفاة، بأساليب مسرحية حديثة، حيث يأتي ذلك حسب توقعات جمهور اليوم.. وذلك من أجل جذب جمهور الشباب (حيث أن الإسلام هو حقاً دين الشباب) وقدر الإمكان نكتفي بالإشارة إلى المشاهد الحزينة التي تؤدي إلى الاكتئاب، وبدلاً من ذلك نركز على المشاهد التي تسبب البهجة والحماس وتنقي القلب والروح والتي تبعث على الأمل، حيث أن هذه هي شيمة الدين المحمدي.

أيضاً، نظراً للحفاظ على وحدة الأديان الإسلامية، وهو أحد الأهداف الرئيسية لهذا الفيلم المبارك، فإن المشهد الأخير من الفيلم سيكون مشهداً مؤثراً ورائعاً لحجة الوداع، وهو في الواقع ملخص موضوعي لما حدث خلال 23 سنة من بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما جرى على الإسلام العزيز ورسوله العظيم.. وفي المشاهد المتأخرة ننتقل إلى المستقبل (فلاش فوروراد) من خلال تجسيد عظمة المجتمع الإسلامي المكون من أمم مختلفة، كلهم ​​في لباس واحد، يطوفون ببيت الله خلال مناسك الحج، لنظهر إن شاء الله للعالم أجمع أربعة عشر قرنا من بقاء هذا الدين وانتشاره".

من جانبه قال الممثل عزت الله إنتظامي، الذي كان من المفترض أن يمثل في هذا الفيلم، بهذا الشأن: إن "زين العابدين رهنما" ألف كتاباً جميلاً عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قرر علي حاتمي إعداد سيناريو بناءاً على هذا الكتاب.. تم إعداد السيناريو، لكن السيناريو رُفض وأعاده السيد حاتمي إلى السيد رهنما.. علي حاتمي أعد سيناريو آخر بعنوان "آخر الرسل" وأعطاه لي لقراءته وإبداء رأيي.. قرأته وأعجبني حقاً.. في الواقع كان جيد جدا، واقترحت فقط أن يتم إنتاجه في الدول العربية من أجل الأجواء المناسبة للعمل، ووافق حاتمي الرأي.. تمت الموافقة على هذا السيناريو أيضاً من قبل مراجع الدين في مدينة قم، وكان المشروع ضخماً وبعد "العندليب" كان العمل الوحيد الذي أردت الحضور فيه، لكن لم يسنح ذلك.. في الواقع، أراد حاتمي إشراك دول أخرى لإنتاج هذا المشروع، لكن لم يحالفه القدر.. سيناريوهات علي حاتمي خاصة، وعلى الرغم من أن سيناريو هذا العمل مكتمل، إلا أنني أعتقد أنه لا يمكن لأي شخص آخر إخراج هذا المشروع".

ف.أ/س.ب

إقرأوا المزيد:

شاهد: تقرير آي فيلم عن يوم المخرج علي حاتمي

"آخر الرسل" سيناريو للراحل علي حاتمي عن حياة الرسول الأكرم

شارك