آي فيلم تلتقي بطل شهريار فيتحدث عن العمل

الممثل اردشير رستمي يتحدث لآي فيلم عن  مسلسل شهريار  للمخرج كمال تبريزي ودوره فيه وانعكاسات عرضه على الجمهور.

هذه الايام تعرض قناة آي فيلم مسلسل "شهريار" الذي يتناول قصة حياة الشاعر الايراني المعاصر محمدحسين شهريار حيث مثل جانباً من شخصيته في المسلسل الممثل اردشير رستمي ليصور للمشاهد بعضاً من تفاصيل هذه الشخصية.

وقد كان لنا لقاء مع الممثل اردشير رستمي حول هذا المسلسل ليستذكر ما حدث في اثناء انتاجه.

آي فيلم: عالم الفن واسع غير متناه وكل مجالات الفن مرتبطة ببعضها لكن الملفت كيف ان اردشير رستمي الذي كان لسنوات منشغل بالكاريكاتير وعالم الادب، يقف امام الكاميرا ممثلا في مسلسل تلفزيوني؟

اردشير رستمي: لم اكن في ذلك الوقت ممثلا وطبعاً لست الآن ايضاً، الحقيقة هاتفني في احد الايام حبيب رضائي وهو من اصدقائي المقربين واقترح علي العمل. لم اكن احب الدخول في مجال التمثيل لان السينما والتلفزيون يجذباني في مجال الاخراج وليس والتمثيل، ناقشت الفكرة مع نفسي لثمانية اشهر واجبت بالرفض لكن في النهاية وافقت، والآن ارى ان الامر ليس سيئاً ولم ارتكب خطأً.

آي فيلم: لماذا فكروا فيك ؟ هل لذلك سبب خاص؟

الى الآن لا اعلم لماذا، لكنهم ظلوا لسنتين يبحثون عن شخص يجيد اللغة التركية ولديه اطلاع على الادب و من حيث الشكل يكون فيه شبه من الاستاذ شهريار وانا تتوفر فيّ هذه الخصائص(ضحكة).

آي فيلم: ربما لشخص ظل لسنوات يستأنس بالشعر وخاصة شعر شهريار فان هذا الدور قد يكون صعباً الى حد ما..

رستمي: الدور صعب وجيد في آن واحد .. جيد لانه كان يجب ان اعطي هذا الشعر حقه فكان هذا العمل كذلك، فمشاركتي في هذا العمل في اطار شخصية شهريار كان جيداً بالنسبة لي من جانب ومن جانب آخر قد تمكنت من نقل الحيوية والجمال والالم في الشخصية الى المجتمع.

وكان صعباً لانه كان يجب ان امثل خلال شهرين حياة شخصية خلال اربعين او خمسين سنة وانا لا اعرف شيئاً عن التمثيل. كان الدور مضغوطاً جداً وصعباً.. في احد الايام بكيت لساعات قال لي كمال تبريزي لماذا تبكي؟ فقلت له لانك نفيتني الى نفسي ويجب علي ان اجتاز حياة شخص آخر بسرعة فهذا صعب لكن النتيجة ممتعة.

آي فيلم: رغم هذه الصعوبة الا انه كان للعمل انعكاسات جيدة في المجتمع...

رستمي: كانت الانعكاسات شيئاً جديدا ومثيرا وعجيبا بالنسبة لي. مثلا في احدى المرات طفلة عمرها اربع سنوات ظلت تقرأ لي الشعر لساعات، و مرة قالت لي امرأة بان امها مريضة وحاله سيئة جداً وتحب ان ترى شهريار فاخذتني اليها، ومرة قال لي رجل مسن كل ما خطر بباله وانه لماذا لم تتزوج ولماذا لم تذهب الى المحبوبة ! بصورة عامة ردود الفعل كانت جميلة ومثيرة بالنسبة لي.

كذلك كانت ردود فعل الممثلين ايضاً جيدة، رغم انه لا يمكن ارضاء الجميع فكان لدى البعض منهم عتب. مثلاً اشكل بعضهم على النص وبعضهم لم يعجبه تمثيلي لكن في المجموع كان العمل مرضياً.

طبعاً انتاج مسلسل عن حياة شاعر مثل شهريار ليس بالعمل السهل ...

رستمي: تماماً، ذهبنا برفقة فريق العمل الى تبريز للبحث والتحقيق اكثر حول حياة الاستاذ شهريار فكانت النتيجة ان كل بائع وكاسب وبائع جوال قد عتب علينا بان لماذا لم نذهب اليه و نسأله ؟ وهذا لا يمكن رغم اننا نعلم ان رد الفعل هذا يأتي من محبة اهل تبريز للاستاذ شهريار ، لكن ذلك جعل عملنا صعباً.

ربما لا تصدقون بانه قد انتج قبل هذا المسلسل عدة افلام وانتجت ثلاثة مسلسلات لكن لم يشاهدها احد ولا يتذكرها احد. لان هذه الاعمال قد ابتعدت عن حياة شهريار ولم تقارب الاحداث الاساس في حياته. وهذا لا يعني ان عملنا كان كاملاً  تماماً لكنه كان قرأءة صحيحة لحياته وهذا نتيجة البحوث والدراسات الكثيرة. انا كنت اعلم بانني استطيع ان ابين حياء ونبل الاستاذ شهريار في المسلسل، وعامة المجتمع لديهم هذا الحياء والنبل القبلي الشرقي والاستاذ شهريار كان نجيباً جداً وهذا بالنسبة لي مهم جداً وانا سعيت ان ابين هذا النبل في التمثيل.

آي فيلم: هل كنت في هذا العمل مجرد ممثل ام كنت مستشاراً ايضاً بحكم اطلاعك على الادب؟

رستمي: في اليوم الاول، قبل التمثيل تحدثت مع كمال تبريزي لساعات وقد ظل منبهراً بكلامي. والى اليوم الاخير واصلت ذلك لكن جميل ان تعرفوا انني لست من اهل الخيالات والاوهام ولا اعتقد بوجود السريالية باشكالها المطروحة هذه الايام لكن في الطفولة كنت دائماً اعتقد بانني سامثل دور الاستاذ شهريار . وعندما جئت من تبريز الى طهران، في الايام التي كنت فيها غريباً ووحيداً كنت اردد اشعار شهريار في الازقة وامشي لساعات فيها، وعرفت الكثير من المناطق من خلال ابيات شهريار . ولهذا في ايام التصوير كنت اقول كل ما يخطر في بالي.

لكن لصناعة فيلم بهذا المستوى هناك حاجة الى مستشار ثقافي، تاريخي والى وقت كاف وهو ما ليس موجوداً للاسف. وانا كنت ابحث في دقائق الامور وكمال تبريزي يستمع الي، واشكره جداً فقد تعلمت منه الكثير.

آي فيلم: في هذه الحال وقد نقلت لنا ما كنت تشعر به في ايام الطفولة ، فلماذا عندما قُدم لك العرض بقيت لثمانية اشهر حتى وافقت عليه؟

رستمي: (يضحك) صحيح هذه نقطة حساسة، انا تذكرت ايام الطفولة والوعود التي اعطيتها لنفسي في اثناء التمثيل، وكان قد مر زمن وقد نسيت ذلك و رويداً رويداً تذكرت، ومن جانب آخر انا لا احب الاضواء. كنت احب ان اكون معمارياً جيداً او اكون رساماً جيداً وليس ممثلاً ليعرفني الناس من خلال تمثيلي وهذه الامور جعلتني ان اتردد في قبول الدور ودخول المشروع.

آي فيلم: رغم انك لست ممثلاً الا ان لك تجارب اخرى ، مثل عمل المخرج مهرجوئي ولانتوري...

صحيح لكن عندما تشاهد اياً من هذه الافلام فسترى اردشير رستمي، وفي الحقيقة انا مثلت دوري وارى ان اياً منا حين يريد ان يمثل دوراً غير دوره فسيخسر.

آي فيلم: رغم وجود الرغبة في ممارسة الاخراج الا انك لم تتخذ خطوة في هذا المجال...

لانني عُرفت في مجال الكاريكاتير وفي هذا المجال لدي عمل كثير فلم اجد الوقت الكافي للاخراج. وعاهدت نفسي ان ابدأ الاخراج من السنة القادمة وقررت ان اعبر عما اريد . في ذهني مجموعة اعمال لكنني احب ان يكون اول عمل لي عن القصص الثقافية والعادات والتقاليد الايرانية ، مثلا اخراج عمل عن قصص قصيرة عن التقاليد والرسوم الايرانية.

آي فيلم: هذه الايام هل تنوعت دنيا اردشير رستمي كما في الرسم والكاريكاتير ؟

رستمي: نعم. كما في كل سنة فانا منشغل بخططي وبرامجي، ومن المقرر ان ينشر لي كتابان، والسنة القادمة سانشغل بسيناريو واخراج فيلم ، لقد عاهدت نفسي على ذلك...

ا.س/هـ.ع