الايرانيون يحتفلون بأطول ليلة في السنة يبدأ منها الشتاء

يحتفل الايرانيون منذ القدم بليلة اول ايام الشتاء وتسمى ليلة "يلدا" وهي ليلة 21 أو 22 ديسمبر من كل عام، حيث يودع الناس آخر يوم من فصل الخريف مستقبلين اول ايام الشتاء ساهرين ليلتهم بانتظر بزوغ الشمس وميلاد اليوم الجديد الذي يعلن بداية فصل الشتاء.

وقد حرص الايرانيون على الحفاظ على هذه التقاليد والاحتفال بهذه الليلة التي تعد من تراثهم ثقافتهم القديمة التي تضرب جذورها في آلاف السنين في التاريخ القديم.

وحسب الباحث والاستاذ الجامعي الايراني "كيومرث فلاحي" فان كلمة "يلدا" سريانية الاصل وتعني الولادة وتشترك مع العربية في جذورها من الفعل "يلد".

ومن تقاليد الايرانيين للاحتفال بهذه المناسبة او الليلة هو ان تجتمع العائلة بعد العشاء في بيت الاب عادة ويسهرون ويتسامرون حتى الصبح يتخلل احاديثهم الشعر والادب ويقرأون غالباً من شعراً من ديوان الشاعر حافظ الشيرازي يتفألون به لاستقبال شتاء جديد.

و من التقاليد الرائجة في هذه الليلة ان يمد المجتمعون في هذه الليلة سفرة فيها بعض الفواكه والمكسرات، ويختلف الايرانيون في بعض تفاصيل الاحتفال بهذه الليلة وما يوضع على السفرة من منطقة الى اخرى لكن الغالب في هذه المناسبة ان يوضع البطيخ والرمان وبعض الفواكه المجففة وخاصة منها التين المجفف اضافة الى المكسرات، اما البطيخ فلحمرته وكذلك الرمان وهذه الحمرة فيها دلالة على الحياة والحيوية والدفء ويظن الشماليون ان اكل البطيخ في هذه الليلة يقيهم الاصابة بالبرد طيلة الشتاء ويحافظ الباعة على البطيخ في اماكن خاصة لاجل هذه الليلة ليبيعونه للناس، ومن معاني ودلالات حمرة الرمان والبطيخ هو انها ترمز الى الشمس وحرارتها وحاجة الناس اليها في الشتاء وحسب الباحث كيومرث فلاحي فان الشمس ترمز الى الخالق.

ويشترك مع الايرانيون شعوب اخرى بالاحتفال بهذه المناسبة في بلاد مجاورة لايران منها كردستان العراق، تركيا، كشمير، طاجكستان، افغانستان، شمال الهند، آذربايجان، بعض من مناطق باكستان ويحتفل بهذه المناسبة في مزارشريف بشكل خاص ومميز.

ا.س/هـ.ع