داريوش مهرجوئي ، مسعود كيميائي، علي حاتمي، وناصر تقوائي وآخرون امثالهم من المخرجين،لا شك انهم تركوا بصمتهم واسهموا في بلورة لون وشكل وماهية السينما الايرانية، والسينما الايرانية مدينة لهم بالكثير في كل نجاح يحققه السينمائيون اليوم او غدا محليا او دوليا.
ويعد ناصر تقوائي سينمائي ذو نظرة خاصة وفريدة في عالم الفن ويمكن لمس ذلك من خلال بضعة افلام تجمل توقيعه.
يبتعد تقوائي هذه الايام عن الاضواء وعن صنعة السينما اخراجا وينشغل بتعليمها وتدريسها لجيل الشباب بجد واجتهاد معلما ومرشدا لهم. وقد سنحت الفرصة لاجراء لقاء قصير معه في اثناء عرض بعض من افلامه الوثائقية في قاعات مجموعة "الفن والتجربة " السينمائية.
آي فيلم: لقد ابتعدت لاسباب عديدة عن عالم صناعة الافلام لسنوات وربما لك رأي في قضايا الفن المعاصرة، فما هي اهم مشاكل السينما في ايران؟
تقوائي: ابتعدت راغبا او غير راغب عن السينما لكنني اراقب السينما الايرانية لحظة بلحظة وارصد حال الشباب الراغب في العمل السينمائي وارى ان اهم مشاكلنا في مجال الفن بصورة عامة وليس السينما فحسب ، هو انعدام النقد الجاد الواعي .
آي فيلم: لكن هذه الايام نسمع اصوات النقاد اكثر من المعهود ..
نعم هذا في الظاهر، مصطلح النقد اصبح اليوم له مدلولات واسعة وهناك انواع من النقد والنقاد لكننا نفتقر الى النقاد الجيدين. اضرب مثالا على ذلك، في زمن الشاعر نيما يوشيج وعندما كانت النقاشات تدور حول الشعر الحديث كان هناك نقاد كبار وقفوا امام نيما يوشيج وعارضوه وكان هذا الامر سببا لتنوير الشعر الحديث. كان نقد هؤلاء النقاد الواعين سببا لنمو وظهور الاسلوب النيمائي. عندما نتحدث عن النقاد اعني الاشخاص الذين يمنحون المجتمع الوعي من خلال النقد واتمنى ان يزداد عدد مثل هؤلاء الاشخاص. للاسف البعض يكتب النقد على اساس المشاعر والعواطف بالمحبة والكراهية والمشاكل الشخصية ولا يعلمون اي ضرر يلحقه مثل هذا السلوك بثقافتنا وفننا ، وبرايي ليس عندنا نقاد حقيقيون في السينما التي تعد فننا الدولي الذي يمكن ان نقول من خلاله الكثير للعالم، النقد يجب ان يكون وسيلة للبناء والسمو ، واتمنى ان ينتبه النقاد الى مكانتهم ولا يحولوا ساحتهم الى مكان صراعات شخصية وتصفية حسابات.
آي فيلم: اذا كنت موافقا نخرج من موضوع النقد، اشرت الى انك تتابع الشباب الراغبين في العمل في السينما ، كيف ترى اعمال السينمائيين الشباب ؟
انا اتأمل في اعمال الشباب الكثير، علم وعلاقة وارتباط الشباب بالتجمعات السينمائية حقاً جعل هذا الجيل مختلفا، لقد وجدت السينما الايرانية طريقها وهي منافس قوي في العالم والمحافل السينمائية الدولية تتابع باهتمام السينما الايرانية . هناك فرص جيدة لجيل السينمائيين الشباب لم تكن متوفرة لجيلنا نحن ومشاكلهم اقل مما كان لدينا لا اقول ليس لديهم عوائق ومشاكل لكن اقل بكثير مما كانت لدينا في السابق.
آي فيلم: ما هي الاسباب الاساسية لقلة عملك؟
قلة عملي تعود الى طبيعة شخصيتي انا لا استطيع العمل في كل الظروف.
آي فيلم: برأيك في اي المجالات تكمن جوانب الضعف في السينما التي يجب ان يركز عليها السينمائيون الشباب ؟
في هذه الايام الشباب يركزون على الجوانب الفنية ، وفي رأيي القصة الجيدة هو ما تفتقده السينما عندنا، لم يتطور الادب المعاصر كما يجب ، جيل من مثل داريوش مهرجوئي ، علي حاتمي، برويز كيمياوي ، مسعود كيميائي، وانا ، لم يكن احد منا يشبه الآخر ولم نصنع افلاما تشبه بعضها لكن لدينا اعمال جيدة لاننا كنا نقرأ ادبا جيداً وكان ذلك هو الذي ينمي فكر كل منا ، السينمائيون الشباب عليهم ان يقرأوا الادب خاصة ادبنا القديم وهذا مهم جدا لانه يؤدي الى نضج الكتاب وكتاب السيناريو في السينما.
آي فيلم: بالنظر الى كلامك عن الادب والشعر اذا توفرت فرصة لكم لصنع فيلم فاي موضوع ستختار؟
(يجيب ضاحكا) احب جدا ان اصنع فيلما عن نيما يوشيج لانني اعتقد ان الفن عندنا استلهم منه الكثير اتمنى يوماً ان يصنع الشباب فيلما عنه وانا اشاهده.
ا.س/هـ.ع