في لوحة فنية عنوانها "هدية العشق" صور الفنان الايراني الكبير محمود فرشجيان مشهداً حزيناً مؤلماً من مشاهد كربلاء الحزينة.
ورسمت اللوحة بتكنيك "الاكريلك" وبمقياس 95 * 72 سم ، وفيها مشهد كلي لجثمان الشهيد الرضيع عبدالله ابن الامام الحسين عليه السلام وهو بين يدي ابيه وقد اصابه سهم في نحره، ورسم الفنان يدي الامام عليه السلام بشكل وكأن الامام يقدم ابنه هدية ولهذا سميت اللوحة بـ"هدية العشق".
وفي اللوحة نلاحظ ان الفنان قد جعل الجثمان الطاهر في وسط اللوحة وترك اطرافها خالية من اي عنصر مكمل على غير عادته في لوحاته الاخرى وبهذا أراد الفنان ان يوجه نظر المتلقي ويركزه على جثمان الرضيع الشهيد حتى لا يتشتت الى اشياء او عناصر اخرى في اللوحة، ومن ثم وضع حول الجثمان الوان حارة توحي بحرارة كربلاء اشارة منه الى حالة عطش الطفل الرضيع قبل استشهاده.
وفي اللوحة لا يظهر من جسم الامام عليه السلام غير اليدين وباقي الجسم قسم منه يشكله اللون الابيض المتدرج حيث ان الالوان تبدأ من اليدين طبيعية ومن ثم تخفي درجة اللون وتنتقل تدريجيا الى الابيض باتجاه الخارج ثم تتلاشى ، ورغم ان الفنان لم يظهر غير اليدين من جسم الامام عليه السلام الا ان حضور الامام في اللوحة قوياً جداً وتكمن هذه القوة في حالة اليدين وما تعبر عنه من حزن وعطاء وصبر في آن واحد، حزن الفقد على المفقود والتأثر بما يفقده الفاقد وهو فلذة كبده ، والعطاء وهو التضحية باعز مايملك المرء وهو الولد والابن خاصة وهو طفل رضيع باحوج ما يكون الى والديه، ومن خلال حالة العطاء والتضحية يظهر الفنان مدى صبر الامام عليه السلام على ما اصابه واولاده واهل بيته واصحابه وهو اعلى درجات الايمان بالله والرضى بصنعه ليقينه التام بان ما عند الله خير وابقى وكيف لا وهو الحسين بن علي (ع) ابن بنت رسول الله صلى الله عيله و آله وسلم.
س.ب/س.ب