الدراما العربية تستغل رمضان للتطبيع مع إسرائيل

أثار بث المسلسلين "أم هارون" و"مخرج 7"  اعتبارا من انطلاق شهر رمضان الكريم على قنوات فضائية ردود الفعل واسعة وضجات كبيرة لدى الجمهور الذي اعتبر ان هذين المسلسلين يحتويان على رسائل كثيفة في طياتهما تسوق شعبيا ورسميا عبر الدراما والكوميديا للغزو الثقافي وللتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وتحاول بعض القنوات العربية استغلال شهر رمضان المبارك ميدانا لها، عبر بث المسلسلين يحتويان على مغالطات تاريخية لإذكاء الخلافات في الأمة الإسلامية ، وطمس الهوية الفلسطينية، ومنح الحق للإسرائيليين في احتلال أراضي الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسراً بعد اعتداءات العصابات الإسرائيلية بغطاء بريطاني عام 1948 .

ويتطرق المسلسلان إلى تطبيع العلاقة مع "إسرائيل" ويسوقان لها شعبيا ورسميا خلال بعض المشاهد ولوحات العمل لزعزعة الوعي العربي والإسلامي بينما إن عرض المسلسلين ، في حقيقة الأمر، ما هو إلا بداية مرحلة جديدة من الانتقال من التطبيع السياسي الرسمي إلى التطبيع الاجتماعي الشعبي لتمهيد الذهنية العربية للاستجابة بقبول التطبيع.

يشار إلى أنه بدأ عرض مسلسل “أم هارون” للمخرج محمد العدل منذ بداية شهر رمضان المبارك عبر قناة فضائية، وتدور أحداثه في منطقة الخليج الفارسي في فترة أربعينيات القرن الماضي، عبر قصة طبيبة يهودية تدعى أم هارون تعيش في الكويت حيث تواجه وأسرتها تحديات ويعود الجدل إلى قصة المسلسل عن الوجود اليهودي في الكويت والخليج الفارسي أثناء قيام إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة عام 1948، بعد تهجير وقتل الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه.

والمسلسل الأخر هو كوميدي بعنوان” مخرج 7 ” للمخرج "أوس الشرقي" وهو عمل أغضب الجمهور بحوار جرى بين الممثل السعودي ناصر القصبي وراشد الشمراني الذي يدعو في أحد مشاهده صراحة إلى تطبيع العلاقات بالأخص التجارية مع النظام الصهيوني ويصف الشعب الفلسطيني بـ "العدو" وخلال المشهد نفسه، يرد القصبي رافضا ذلك المبرر، ويؤكد أن الفلسطينيين بشر منهم المخدوع ومنهم الواعي، وأنه لا يتفق مع هذا الكلام، ومثلما هجر فلسطينيون فهناك من باعوا بيوتهم للإسرائيليين، ومثلما هناك من واجهوا الدبابات بصدورهم...

فقد أثار مسلسل "أم هارون" و"مخرج 7 "موجة من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أول أيام عرضهما، حيث اعتبرهما مغردون ومنظمات إقليمية ، تمهيدا للتطبيع مع "إسرائيل" وتشويه للحقائق التاريخية وتمرير سياسات بعض الدول إذ يتحدث المسلسل عن تأسيس "إسرائيل" عقب إنهاء الانتداب البريطاني على "أرض إسرائيل" عوضا عن فلسطين بينما لم يكن لإسرائيل وجود لها وقتها ويحاول المسلسلان من خلال ما تقدمه من أعمال درامية للترويج للرواية الصهيونية حول أصل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" وتجميل صورة الكيان الصهيوني بشتى الوسائل.

وأشار مغردون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الهدف من بث المسلسل هو جس نبض الشارع ازاء القضايا الشائكة ومحو اسم فلسطين والهوية الفلسطينية وترويج تطبيع دول عربية مع "إسرائيل" وتشريع عودة اليهود إلى الجزيرة العربية وطالبوا بوقف بث المسلسلين “مخرج 7″ و”أم هاورن”، ومقاطعتهما من قبل الشعوب الإسلامية، معتبرين أياهما خدمة مجانية للاحتلال لمواصلة عدوانه الاستعماري على الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب المسلمة عامة.

ونشرت مجموعات النشطاء ومنظمات تعارض التطبيع مع إسرائيل، منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لحث المشاهدين على مقاطعة المسلسلين، مشيرة إلى أن "الدراما الخبيثة تتسلل إلى كل بيت، قاطعوا مسلسلي "أم هارون" و"مخرج 7 " .

د.ت