فاجأت الإمارات والكيان الصهيوني، العالم بالإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما والارتقاء بها إلى مستوى تبادل السفراء والتعاون والتنسيق في مجالات جمة أبرزها السياسية والعسكرية.
وقد اثار هذا الاتفاق ضجة في العالم الاسلامي واستنكر الكثير من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية هذا التطبيع وقاموا برفضه.
وقامت قناة آي فيلم بدورها برفض هذا التطبيع عبر انتاج تقرير من قلب مدينة غزة لترصد لقاءات مع مجموعة من المتميزين الفلسطينين من فنانين ورياضيين للتعرف عن كيفية تعبيرهم عن قضية فلسطين وموقفهم منها ومن تطبيع العلاقات ما بين الامارات والكيان الصهيوني.
وقال الكاتب والمؤرخ والمخرج الفلسطيني "نبيل ساق الله" لقناة "آي فيلم" : "نحن كفنانين نرفض التطبيع رفضا تاما ونقول هل يصبح الثعلب او الذئب حملا وديعا؟ بل لا يمكن ذلك لأنه مهما تجمل ووضع على نفسه فروة حمل وديع لكنه في الحقيقة هو ذئب شرس ومفترس ولايمكن ان وضع الأفعى في الجيب فإسرائيل هي افعى المنطقة ولا يمكن ان يأمن مكرها ولابد من هذه الافعى ان تحارب وتقاطع عربيا ودوليا."
وأوضح الاعلامي الرياضي الفلسطيني "علاء سلامة" في حوار مع "آي فيلم" دور الرياضيين في القضية الفلسطينية واستنكارهم للتطبيع قائلا : "الرياضي الفلسطيني ليس منفصلا عن قضاياه الفلسطينية رغم الانشغال احيانا بمتابعة الاحداث الرياضية. فماحدث في اتفاق ابراهام الثلاثي مؤخرا والذي كان صادما رغم ان كثيرا من التفاصيل كانت حاضرة فيما يتعلق ببعض المطبعين من الدول العربية وتحديدا في بعض من دول الخليج لكن هذا الأمر كان مفاجئا من حيث الاعلان بهذا الشكل وبهذا الانفتاح الكبير مابين الامارات والتي يعتد بها ان تكون دولة عربية اسلامية تقف الى جانب الفلسطينيين وقضيتهم العادلة. وكان مفجائا ان يتم الاعلان بهذا الشكل وهذا التطبيع العلني والمخزي وهذا الانحضار الكبير والانزلاق في وحل التطبيع الذي خذلنا وكان صادما لنا وكان من غير المتوقع ان يكون بهذه الفجاجة وبهذا الوضع الصارخ".
وفي حواره مع "آي فيلم" تحدث المخرج الفلسطيني "سعدي كريم" عن دور الفن في مساندة النضال الفلسطيني قائلا : "نحن كفنانين نؤمن بأن الفن اداة مهمة في النضال وكذلك الثقافة ايضا. من اجل ذلك الفنان الفلسطيني يخاطب ضمير الفنان العالمي والفنان الاسلامي والفنان العربي والفنان الفلسطيني. حيث تكون هناك اعمال فنية تعزز الحق الفلسطيني ويجب ان يكون هناك استراتيجية عمل مشتركة للنضال الثقافي والنضال الفني نتناول فيها الحق الفلسطيني ونفضح فيها جرائم قوى الاستكبار العالمي وجرائم الصهيونية العالمية وهذا الاحتلال الاسرائيلي المسخ الذي يقوم على قتل الانسان وعلى قتل الثقافة وتزويرها والفن وتزويره من اجل ان يقول ان له حق على ارض فلسطين. نحن كفنانين فلسطينيين نرفض اي خطوة لها علاقة بتضييع القضية الفلسطينية وتضييع حق الفلسطينيين ونرفض التطبيع بكل انواعه سواء كان ثقافيا او فنيا او سياسيا او اعلاميا وغير ذلك."
وأكد مدير شبكة امواج الرياضة "عبدالسلام هنية" على رفض الرياضيين الفلسطينيين للتطبيع في لقاءه مع قناة "آي فيلم" قائلا : "اننا كرياضيين فلسطينين في ظل الظروف التي تعيشها الأمة العربية والانظمة العربية نتمنى اولا تكون هناك وحدة عربية لحل المشاكل داخلية ثم ايضا نؤكد على الرسالة السامية التي مضمونها هو أن لا تطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي على اي مستوى من المستويات سوى ان اسرائيل تزول عن ارضنا وعن وطننا."
وأعرب الفنان التشكيلي الفلسطيني "شادي ابو القمبز" عن رأيه حول التطبيع مع الكيان الصهيوني بالقول: "نحن نعتبر ما يقوم به حكام الدول العربية من تطبيع هو خيانة لله ورسوله وهو تخلي عن الواجب الديني والاخلاقي تجاه القضية الفلسطينية وهو بمثابة تدشين ودعم للاحتلال في تهويد القدس ومصادرة اراضيها وهو يؤسس لمستقبل خطير يوغل في التبعية ويصادر دولنا ومقدراتها لعدو لايعرف الا التنكيل والغدر والخيانة."
ومن جانبه دعا نائب وكيل الاولمبيات الرياضية "الدكتور اسعد المجدلاوي" في حواره مع قناة آي فيلم الالتفات الى الشاب الفلسطيني واعادة النظر في معاملة بعض الدول العربية له قائلا: "ان الشاب الفلسطيني هو ألأحوج الى ان تمد له يد العون ويحتضن حيث هو يعتز ويفتخر بشرف الانتماء لهذه الأمة العربية والاسلامية الكبيرة وهو معول بناء في خدمة وصالح الشباب العربي والشباب الاسلامي لكنه يرى في بعض البلدان العربية حرية التحرك والتنقل للرياضي الاسرائيلي بينما يمنع هو منها حيث في معظم الاحيان يمنع من المشاركة في المحافل الرياضية في الدول العربية. فلذلك اعتقد ان الأوان الى أن يعاد النظر في مثل هكذا أمور نصرة لشبابنا الفلسطينيين الذين يستحقون من اخوانهم العرب اكثر من ذلك."
وعبر الفنان الفلسطيني "غازي طالب" في الحوار مع قناة "آي فيلم" عن اسفه حول هذا التطبيع قائلا: "حالة الخذلان التي نحن نشاهدها من الحكام العرب للشعب الفلسطيني او لدولة فلسطين هي نوع من الاحباط للمارسة وللمطالبة بحقوقنا الاصلية والرسمية. نحن اصحاب الارض ولما نرى بعض حكام العرب ورؤساء الدول الكبرى يقومون بتشجيع الاحتلال على اضطهاد الفلسطينين فنحن كفنانين يجب علينا نقوم بحملات مضادة لهم باستخدام ثقافتنا وفننا ونقوم بإيصال هذه الرسالة بأننا نحن اصحاب الحق.
ف.س/د.ت