البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English
3448
-
الف
+

تاريخ السينما الإيرانية (6)

تتطرق الحلقة السادسة من سلسلة "تاريخ السينما الإيرانية" إلى تعثر السينما في ظل الاضطرابات التي نتجت عن خلاف الشاه مع رئيس الوزراء الدكتور محمد مصدق...

* حـســـن هـــــدايـــــــــت

* ترجمة: فرزدق الأسدي ©️

 

 

 

خاص آي فيلم: واصلت السنيما الإيرانية عملها في خضم تلك الظروف الإجتماعية المتأزمة. حيث بدأت الخلافات التي كانت تعصف بين رئيس الوزراء الدكتور محمد مصدق و الشاه تظهر على السطح شيئا فشيئا. كان يدور الخلاف حول رفض الشاه تخويل الحكومة صلاحيات في عملها. إذ كان يخاف من أن يفقد مقاليد الحكم و أن تقيله الحكومة عن منصبه. ولكن قبل تفاقم هذه الخلافات حققت السينما نجاحا تجاريا آخر.

حقق فيلم "الأم"[مادر] لـ إسماعيل كوشان والذي كان كفيلميه السابقين ميلودراما عاطفيا، نجاحا في عرضه؛ و تمكن من استعادة مصاريفه خلال عرضه بدور السينما في طهران لوحدها.

لم تفلح الأفلام القليلة المتسرعة التي تم إنتاجها تجاريا من تحقيق أي نجاح؛ و لم تكن الأحوال الإجتماعية المأزومة غير دخيلة في هذا الإخفاق.

بعد اشتداد الخلاف بين الشاه و رئيس الوزراء الدكتور محمد مصدق قام الشاه بعزل مصدق؛ و أصدر مرسوم رئاسة الوزراء باسم السياسي المخضرم و المشكوك فيه قوام السلطنة. أدى هذا الاختيار إلى تفاقم السخط لدى الشارع العام؛ و لجأ الجيش إلى العنف في قمع التظاهرات العامة التي أقيمت في 22 من يوليو/تموز 1952؛ سقط إثرها الكثير بين قتيل و جريح. ما أدى إلى عزوف الشاه عن رأيه، معيدا مصدق إلى منصب رئاسة الوزراء؛ مع الرضوخ لبعض مطالبه.

سبعة أفلام تم عرضها عام 1952؛ ولكن لم يكتسب أي منها أهمية و نجاحا كالذي كان لفيلم "المتسكع"[ولگرد] لمخرجه مهدي رئيس فيروز. تم أنتاج هذا الفيلم بتعاون شخص باسم المهندس محسن بديع؛ واعتبره النقاد أكثر الأفلام الإيرانية نضجا حتى تلك الحقبة. كما أن الفيلم أرسى أقدام الممثل ناصر ملك مطيعي في السينما؛ حيث صار بعدها تدريجيا من أهم ممثلي السينما الإيرانية.

سبب تزايد الشوق تجاه السينما بعرض عشرة أفلام إيرانية عام 1953. لكن الأحوال الإجتماعية لم تكن تزل مضطربة؛ و بعد جرّ و أخذ كثير و عبر تدبير المؤامرات ضد حكومة الدكتور مصدق، قام الموالون للشاه و بالتعاون مع ثلة من العسكر بإسقاط حكومة الدكتور مصدق و ذلك في 19 من آب/أغسطس عام 1953. كما أبادوا معاضديه أو أعتقلوا البعض منهم. عاد الشاه إلى الوطن حيث كان قد غادره بعد سماع خبرالإنقلاب. و عمد على تنصيب الفريق فضل الله زاهدي رئيسا للوزراء.

لكن كان يبدو أن المنتجين ليسوا راغبين الخوض في النزاعات السياسية الدائرة آنذاك. واستأنفوا عملهم بعد وقفة قصيرة.

أول فيلم تم عرضه بعد انقلاب عام 1953 كان فيلم "زلـّة"[لغزش] للمخرج مهدي رئيس فيروز؛ بدأ عرضه في 27 من آب/أغسطس ذلك العام. وعرض بعد هذا الفيلم فيلمي "محكوم بريء"[محکوم بی گناه] و "ليالي طهران"[شب های تهران] وحققا مبيعات جيدة. إستمرت وتيرة الإنتاج عام 53 بستة أفلام أخرى. و لكن رغم توفيقها المادي لم تحقق شيئا في شتي الجوانب.

عام 1954 أقرت البلدية ضرائب بنسبة 40 بالمأة على مبيعات الأفلام. إحتج المنتجون على هذا القرار الجائر و أضربوا عن عرض الأفلام. لم تجد الجهود الحكومية في استيفاء هذه الضرائب نفعا؛ و سارت وتيرة الإنتاج والتي كانت متزايدة آنذاك نحو الهاوية؛ قل الإنتاج؛ و بعد أن شهد عام 1954 إنتاج 18 فيلما؛ تضاءل العدد إلى 15 فيلما عام 1955؛ و 13 فيلما عام 1956 و 12 فيلما عام 1957.

الرسالة
إرسال رسالة