لقد كان جيل الثمانينيات جيلا بسيطا نسبيا، وقد كانوا ينشغلون لساعات وساعات باللعب بإطار بلاستيكي وبضعة كراة زجاجية، ولم تكن برامج الأطفال التي يرونها على التلفاز الأبيض والأسود تتخطى الساعة يوميا، إلا أنه لم يكن هناك أي شيء يمنع سعادتهم.
وفي تلك الحقبة ظهر على التلفاز "مجيد" ذلك الولد النحيل الذي أراد بورقة وقلم رصاصي أن يزيل كل ما يمنعه من تحقيق أمنياته، وعلى الرغم من أن حياة "مجيد" كانت بالنسبة له عبارة عن تراجيديا، إلى أن كلامه اللذيذ إلى جانب عطف وحنان جدته كان يقلل من مرارة تلك التراجيديا ويزيد من جذابيتها.
شخصية مجيد في مسلسل "حكايات مجيد" عادت إلى شاشة آي فيلم باللغة الفارسية بعد مرور أكثر من عشرين عامام على خلقها من قبل المخرج الإيراني كيومرث بور، وقد اغتنمنا الفرصة لنحاور فنانها المتألق "مهدي باقر بيكي" الذي أصبح الآن عضوا في مجلس الشورة الإسلامي ممثلا لمدينته الجميلة "اصفهان".
وإليكم الحوار الذي دار بين آي فيلم والفنان "مهدي باقر بيكي.
آي فيلم: الكثير سمع بقصة كيفية ترشيحك لدور "مجيد" في مسلسل حكايات مجيد، وكيف حضر فريق التصوير إلى مدرستكم وقام بإجراء إختبارات للتلاميذ، ووقع الإختيار عليك أنت في النهاية. هل سبق وسألت المخرج "كيومرث بور أحمد" كيف تحول "مهدي باقر بيكي" إلى "مجيد" بطل مسلسله؟
مهدي باقر بيكي: لم تسنح من قبل الفرصة لطرح هذا السؤال، لكنني أذكر اليوم الذي تمت فيه دعوة هوشنك مرادي کرماني مبدع "حكايات مجيد" إلى تصوير مشاهد العمل، وقد أطال النظر إلي ومن ثم قال للسيد "بور أحمد" لقد انتقيت وجها مطابق تماما لما كنت قد صورته في ذهني من قبل، نحيل ويملك كل صفات مجيد، أنا اعتقد أن السيد "بور أحمد" رسم بذهنه صورة لمجيد عندما قام بقراءة القصص، وبناء على تلك الصورة التي رسمها في مخيلته، بدأ بالبحث عن مجيد الذي سيكون بطلا لقصص مسلسله.
آي فيلم: هل كانت أسرتك من محبي المسلسلات ورواد السينما؟
مهدي باقر بيكي: حسنا، التلفاز في تلك الحقبة كان عضوا لا ينفصل عن الأسرة، عندها لم يكن لدينا سوى محطتين تلفزيونيتين، وكانت برامجهما تعرض بين الخامسة عصرا الثانية عشرة من منتصف الليل فقط... لكن لم نكن على علاقة بالسينما، فلم يكن أبي من رواد السينما بسبب تدينه الشديد، لكنه كان يحترم الفن والثقافة، وكما يقال الفن ممزوج بدم الاصفهانيين، لكنني كنت أمثل في مسرح المدرسة قبل أن أشارك في "حكايات مجيد"، حتى أنني كنت أتدرب مع زملائي على التمثيل لساعات وساعات بعد انتهاء دوامنا في المدرسة، لكن الأهم بالنسبة لأسرتي كانت دراستي، ولم يكونوا يفكرون بهذا المجال اطلاقا.
آي فيلم: كيف تعاملت أسرتك مع الأمر بعد أن تم ترشيحك لتمثيل الدور في المسلسل؟
مهدي باقر بيكي: في الحقيقة لم يوافقو بسهولة، وقد ترجيتهم وتوسلت إليهم كثيرا! أبي وأمي كانا قلقان على دراستي، وقد كانا محقان أيضا... وربما من الجذاب بالنسبة لكم أنه في حلقة "الرحلة||" من مسلسل "حكايات كجيد" كان لي صديق اسمه "وكيلي" وقد قدمت اختبار التمثيل معه أيضا، وفي النتيجة جاء السيد بور أحمد وتحدث إلى والدي، ومنحهما الطمأنينة اللازمة للموافقة، ولكن بعد بدء العمل أصبح تشديد السيد "أحمد بور" علي حتى أكثر من تشديد أبويّ. فقد كان قلقا على دراستي لدرجة أنه كان يسألني عن دروسي ويذاكر لي في السيارة أثناء تنقلنا من مكان إلى آخر، ويجب أن يكون السيد "بور أحمد" نموذجا للمخرجين اليوم في التعامل مع الأطفال والناشئة في الأعمال التي يشاركون بها، لكن كان مهتما بي لدرجة أنه كان يشتري لي أطعمة خاصة مدعمة بالفاكهة والمكسرات بسبب نحالة جسمي.
آي فيلم: هل كنت تكتفي بقراءة الحوارات قبل العمل، أم أنك كنت تقوم بأعمال أخرى للتقرب من الدور أكثر؟
مهدي باقر بيكي: أنا أعتقد أنه عندما يريد الله سبحانه وتعالى لعمل أن يكون ناجحا، فهو يهيء كل الظروف الملائمة منذ بدايته، لقد كان عمري حينها 12 عاما، ولو كان من المقرر أن أقرأ السيناريو بالتأكيد ما كنت لأفهم شيئا، ولم حصلنا على نتائج مرضية كما يقال، لكن السيد بور أحمد كان يروي لي القصة كاملة قبل أن نبدأ بالتسجيل، ومن ثم يملي علي الحوارات خلال روايته للقصة وأنا كنت أفهم ما يجب فعله من خلال تصوري الذهني للقصة والحوارات في آن واحد. لقد كان للسيد "بور أحمد" دور هام جدا في تمثيلي، سواء أنا أو الجدة أو باقي الممثلين، لقد كان السيد بور أحمد يتمتع بمهارة عجيبة.
آي فيلم: ما الذي حدث حتى انتخب مهدي باقر بيكي طريقة السياسة بعد الفن؟
مهدي باقر بيكي: بعد أن أنهيت دراستي بدأت عملي في فرع مؤسسة الثقافة في مدينتي اصفهان، وقد عملت هناك لمدة 12 عاما، وقد اكتسبت خبرة من العمل، فأنا أحب مدينتي واصفهان هي عشقي، لذلك قررت أن أقدم خدمة لأبناء مدينتي، وقد وثق أبناء مدينتي بي وانتخبت بعد أن رشحت نفسي لمجلس الشورى، وأنا لا أعتقد أنني أمارس عملا سياسيا، فهي نوع من النشاط الإجتماعي أكثر مما هي نشاط سياسي بالنسبة لي.
آي فيلم: وهل يعني هذا أنك اعتزلت التمثيل؟
مهدي باقر بيكي: منذ اليوم الأول كنت أنظر إلى التمثيل كفن، وليس عملا أؤمن منه مخارج حياتي، لأنه إن كان التمثيل هو مصدر رزقي سأضطر لقبول أي دور يعرض علي، التمثيل بالنسبة لي هواية وعشق، وإذا ما قدمت لي اقتراحات جيدة فلم لا؟
ح.خ/ح.خ
تحية للفنان هدي باقر بيكي لقد سعدت وأنا أسمع الحوار كثيرا فالبتوفيق له في المجال الذي إختاره
ماشاء الله هذا موهوب كنا نصدق انه ليس تمثيل وهو صغير ولاول مرة