أُقيمت الدورة الخامسة من حفل توزيع وسام "الشمس" الرفيع، الذي نظمته جمعية منتجي الأفلام الوثائقية بالتعاون مع متحف السينما، حيث كرّم بهذه الدورة من الجائزة محمد تهامي نجاد، المخرج والباحث المخضرم في مجال الأفلام الوثائقية.
وأُنشئت هذه الجائزة لتكريم جهود رواد صناعة الأفلام الوثائقية المؤثرين في السينما الإيرانية، وتُمنح سنوياً لأحد الشخصيات البارزة في هذا المجال.. ففي دورتها الخامسة، اعتبر مجلس أمناء الجائزة محمد تهامي نجاد جديراً بهذا التكريم.
وفي بداية الحفل، قال مرتضى رزاق كريمي، رئيس مجلس أمناء جائزة وسام "الشمس": "اجتمعنا اليوم لتكريم رجل لا يعتبر فقط أحد رواد وعظماء السينما الوثائقية، بل أيضاً أحد أعمق المنظرين وأنبل الشخصيات التي شهدتها السينما الإيرانية على الإطلاق".
وأضاف رزاق كريمي: لقد كرّس محمد تهامي نجاد أكثر من نصف قرن من حياته للتوثيق والبحث والتدريس؛ مسارٌ شاق، لكنه كان دائماً ثابتاً ومستقلاً وملتزماً.. إن جهوده الدؤوبة لتسجيل الذاكرة التاريخية لهذه البلاد وحفظها وإعادة قراءتها ليست إرثاً لليوم فحسب، بل هي أيضاً منارة للأجيال القادمة من صانعي الأفلام والباحثين.. بصفته باحثاً وكاتباً، كتب وترجم أعمالاً مرجعية شكلت، دون مبالغة، جزءاً مهماً من الأساس النظري للسينما الوثائقية الإيرانية؛ مصادر لا تزال موضوعاً للتعليم والبحث وإلهاماً للأجيال الجديدة.
وفي كلمة له قال فرهاد ورهرام، صانع الأفلام الوثائقية المخضرم: على مر السنين، استفاد الطلاب وصانعو الأفلام والأكاديميون والباحثون من معارف تهامي نجاد وأعماله.. ومن بين سماته الفريدة الترجمات والمقالات والتدريب المستمر والتواصل المستمر مع جيل الشباب.. وقد خلق حضوره القوي في الأوساط العلمية، من جامعة طهران إلى موقع الأنثروبولوجيا والثقافة، صلةً وثيقةً مع التيار الحيوي للفكر والثقافة في إيران.
وتضمن الحفل لتهامي نجاد مفاجئتان.. إحداهما رسالة فيديو من عالم الأنثروبولوجيا ناصر فكوهي، أحد أصدقائه القدامى المقيم في الخارج.. حيث أثار هذا الفيديو دموع مخرج الأفلام الوثائقية المخضرم.
وقال فكوهي: من الناحية العلمية، كان لتهامي نجاد إسهام كبير في تطوير السينما الوثائقية الإيرانية؛ سواء كمخرج، من خلال أعماله الرائعة، وخاصة تلك التي تناولت قضايا البلاد الحرجة مثل الإسكان وأزمة المياه، وغيرها، أو عن مناطق مختلفة من إيران، وخاصة بلوجستان، أو عن الشخصيات التاريخية في إيران، وكذلك تاريخ السينما الوثائقية في إيران.. أعماله في هذه المجالات، سواءً كانت مكتوبة أو محللة، رائعة بحق.
كما عُرضت في قسم آخر أجزاء من الفيلم الوثائقي "زكريا الرازي" الذي قام تهامي نجاد بإخراجه عام ١٩٩٢، والذي فُقد شريطه.. حيث تم العثور على الشريط القديم لهذا الفيلم وتحويله إلى نسخة رقمية من قبل منظمي الحفل، برفقة منتج الفيلم بدرام أكبري، حيث أثار عرضه دهشة الأستاذ تهامي نجاد وبكائه.
ثم صعد تهامي نجاد بنفسه على خشبة المسرح وقال في كلمة: يقام هذا الحفل بالضبط في الذكرى الـ60 لدخولي المدرسة العليا للصحافة والعام الـ58 لبحثي الأول عن السينما الإيرانية.. خلال هذه الفترة، شهدت السينما الوثائقية الإيرانية نمواً نوعياً؛ وخاصة وصول الكاميرات في أيدي صانعي الأفلام الوثائقية في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف تهامي نجاد: ظهور العديد من الشخصيات الكاريزمية، وإدراج وحدة الأفلام الوثائقية في الدورات الجامعية، والعديد من الترجمات والكتابات في المجالات النظرية، كل ذلك جعل السينما الوثائقية الإيرانية تكتسب قيمة استثنائية.. حدثت أحداث مهمة في تاريخ السينما الإيرانية كان لها تأثير كبير على سينمانا؛ مثل العروض العامة للأفلام الوثائقية في العقدين السبعينات والثمانينات، والتي حطمت فكرة القيود المفروضة على عرض الأفلام الوثائقية.
ومن الشخصيات التي نالت وسام "الشمس" الممتاز في دورات سابقة من هذا الحدث، مرتضى رزاق كريمي، ورامين حيدري فاروقي، وسعيد رشتيان، وأرد عطاربور.
ف.أ