البث الحي
فارسی English
67
-
الف
+

مدراء التلفزيون الايراني: "ناریا" دراما إيرانية تلامس وجدان المشاهد العربي وتکسب قلوبهم

رسائل من القلب: 6000 مشاهد عربي يشيدون بـ"ناريا"

أكد مسؤولو القسم الدولي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن مسلسل "ناريا" لم يكن مجرد عمل ترفيهي، بل تجربة درامية عميقة غير تقليدية، تجمع بين الجاذبية البصرية والرسالة الثقافية.

وأفاد موقع قناة آي فيلم بأنه أكثر من 6000 مشاهد عربي أبدى إعجابهم بالعمل عبر رسائل وردت إلى قناة آي فيلم العربية، مشيدين بتميزه في الابتعاد عن القوالب التقليدية، وبقدرته على إبراز التفاصيل الدقيقة في أداء الشخصيات.

وأكد إحسان كاوه، المدير العام للإنتاجات الدرامية في القسم الدولي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن المسلسل الإيراني "ناريا" استطاع أن يستقطب تفاعلا لافتا من الجمهور العربي، مشيرا إلى أن ما يميز هذا العمل ليس فقط خروجه عن القوالب النمطية، بل أيضا قدرته على مفاجأة المتابع في كل مشهد، وجعله يدرك قيمة التفاصيل الدقيقة في الأداء الدرامي مثل نبرة الصوت، النظرات، وحتى طريقة المشي.

وأوضح كاوه، أن هذا المسلسل يأتي في سياق استراتيجية الإنتاجات الدرامية للمساعد، وقال: في هذا العمل ركزنا على إبراز جماليات مختلف القوميات الإيرانية، والقدرات العلمية للعلماء والشباب النخبوي الإيراني، وكذلك اللغة الفارسية باعتبارها أداة للتواصل وتعزيز الهوية الإيرانية الموحدة، إلى جانب تقديم أجواء عائلية وعاطفية. كل هذه العناصر تهدف إلى تقديم صورة واقعية لإيران اليوم، بعيدة عن الصورة السوداوية التي تروجها بعض وسائل الإعلام الأجنبية، وتفتح نافذة جديدة أمام المشاهد الخارجي.

وقد وصل عدد الرسائل التي وردت إلى قناة آي فيلم العربية بشأن "ناريا" إلى أكثر من 6000 رسالة، عبّر فيها الجمهور عن إعجابهم بالمسلسل الذي انتهى عرضه مؤخرا على القناة، بينما لا تزال 16 حلقة متبقية من عرضه على القناة الأولى الإيرانية.

ويتكوّن "ناريا" من 58 حلقة، وهو من تأليف حميد رسول بور هدايتي، وإخراج جواد وهادي أفشار، ومن إنتاج محمد مصري بور، وقد بدأ عرضه باللغة العربية منذ أولى ليالي شهر رمضان المبارك 1445هـ، ليقدّم للجمهور العربي دراما بوليسية وأمنية بإطار ثقافي إيراني.

الهوية الوطنية ومواجهة الأبارتايد العلمي

وأوضح كاوه أن المسلسل يجسّد الهوية الوطنية من خلال إظهار تنوّع القوميات الإيرانية، وقدرات شبابها العلمية، ودور اللغة الفارسية كوعاء جامع للهويّة الإيرانية، من دون الالتفات إلى الحملات الإعلامية السوداء ضد إيران. ولفت إلى أن الرواية تسلط الضوء على فتاة عبقرية إيرانية كردية تواجه تهديدات خارجية وداخلية بعد وصولها إلى إنجاز علمي كبير قد يغني البلاد عن استيراد تكنولوجيا حساسة.

اهتمام عربي لافت برسائل المسلسل

وأشار كاوه إلى أن أحد أسباب التفاعل الكبير من الجمهور العربي مع المسلسل، هو تناوله لقضية مشتركة تعاني منها الأمة، وهي تهميش العلماء واستهدافهم، وهو ما حصل في دول مثل العراق وسوريا وغيرهما. وقد أبدى الجمهور العربي تعاطفا واسعا مع بطلة العمل "هوژان" ورأى في شخصيتها نموذجا للمرأة المسلمة المثقفة، الطموحة، المبدعة والمتمسكة بقيمها، مقارنة بما يُقدَّم من نماذج مشوَّهة في بعض الإنتاجات الغربية أو التركية.

تميز في المزج بين الأنواع الدرامية

وبحسب كاوه، فإن الجمهور العربي أثنى على نجاح العمل في المزج بين عناصر التشويق البوليسي، والدراما العلمية، والغموض، وأشار إلى أن شخصيتي "سامان" و"هوجان" نالتا إعجابا واسعا، كما أثني على أداء الممثل سامان صفاري، واعتُبر من أبرز نقاط القوة في المسلسل. كما أشاد كثيرون بالدبلجة العربية التي أنجزها نخبة من الممثلين السوريين، والتي أسهمت في تعزيز تفاعل الجمهور مع العمل.

نجاح في الأسواق الخارجية

من جانبه، صرّح سيد أحمد حسيني خبیر، مدير قناة آي فيلم العربية، أن "ناريا" شكّل نموذجا لنجاح النقل الثقافي الموجّه عبر الشاشة الصغيرة، وتمكّن من الوصول إلى جمهور واسع عربيّا، بفضل الحبكة الدرامية المتينة، التمثيل المحترف، وتوظيف عناصر ثقافية جذابة. وأضاف أن اختيار توقيت العرض خلال رمضان، وتحسين التفاعل الرقمي، وزيادة عمليات البحث الإلكتروني عن العمل، ساعدت في تعزيز نسب المشاهدة، التي تجاوزت ستة ملايين عبر منصة "تلوبیون"، مع رضا 90٪ من المتابعين.

جماليات الصورة والانبهار بإيران

وأضاف حسيني خبیر أن المسلسل غيّر نظرة كثير من المشاهدين العرب إلى إيران، إذ عبّر كثير منهم عن دهشتهم من جمال المدن والطبيعة، وتنوع الأزياء والأطعمة والموسيقى، ما جعل التجربة تُقارب الاستكشاف الثقافي. وأشار إلى أن الجمهور رأى في العمل نموذجا محترما ومتماسكا للمرأة الإيرانية التي تجمع بين العلم والدين والاستقلالية والعائلة.

الدبلجة عامل حاسم في النجاح

وأشار مدير آي فيلم إلى أن الدبلجة لعبت دورا حاسما في هذا النجاح، من خلال إيصال مشاعر الشخصيات بلغة مألوفة، مما ساعد في تقريب القصة من وجدان المتلقي العربي. وقد تولى الدبلجة مجموعة من أبرز الأصوات العربية مثل أسامة جنيد، ريم عبد العزيز، نسرين الحكيم، صابرين الورار وفادي الشامي، وأُنجزت في سوريا باللهجة الشامية.

نحو نموذج للتوسّع العالمي للإنتاجات الإيرانية

وختم حسيني خبیر كلامه قائلا إن التجربة الناجحة لمسلسل "ناريا" تشكّل نموذجا عمليا يمكن البناء عليه لتوسيع حضور الإنتاجات الإيرانية في العالم العربي، لاسيما في ظلّ القواسم الثقافية والتاريخية المشتركة، شرط تعزيز جودة الترجمة، تطوير المنصات الرقمية، وفهم أدق لحاجات الجمهور المستهدف.

يذكر ان "ناريا" يتكون من 58 حلقة، وهو من تأليف حميد رسول بور هدايتي، وإخراج جواد وهادي أفشار، ومن إنتاج محمد مصري بور، وقد بدأ عرضه باللغة العربية منذ أولى ليالي شهر رمضان المبارك 1445هـ، ليقدّم للجمهور العربي دراما بوليسية وأمنية بإطار ثقافي إيراني.

والمسلسل من نوع الغموض والإثارة وتدور قصته حول فتاة تدعى "هوجان" وهي عالمة ومخترعة كردية إيرانية في ذروة نجاحها العلمي، تسعى لاختراع تقنية متقدمة حصرية لعدد قليل من البلدان المتطورة.. وتدرك أن الأجانب مستعدون لتقديم كل التسهيلات لها ومنحها أفضل حياة مادية في بلدانهم مقابل الحصول على معرفتها.. لكن ما يهم "هوجان" أكثر هو سُمعة بلدها وقوتها.

ويشارك في تمثيل المسلسل كل من سامان صفاري وأميريل أرجمند وكاظم بلوجي وفريبا متخصص وأفسانه جهره آزاد وحسن ميرباقري ونسيم أدبي وويدا جوان وكمند أميرسليماني وسبند أميرسليماني وهامون سيدي وكاوه سماك باشي ورامبد شكرابي وآزيتا تركاشوند وآخرين.

اقرأ المزيد:

ف.س/س.ب

الرسالة
إرسال رسالة