البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English
677
-
الف
+

لماذا يختلف تقييم الأفلام السينمائية في العالم العربي؟

ليس شرطاً أن يتطابق تقييم فيلم بعينه لدى الجميع، ربما يشاهده شخصان معاً، يتشابهان في الخلفيّة الثقافيّة والاجتماعيّة

ليس شرطاً أن يتطابق تقييم فيلم بعينه لدى الجميع، ربما يشاهده شخصان معاً، يتشابهان في الخلفيّة الثقافيّة والاجتماعيّة وحتى الجنسية واللغة، لكنهما يريان الفيلم بمنظورين مختلفين تماماً، يجعل أحدهما منبهراً من فرط الإعجاب، والآخر منزعجاً تماماً من سير الأحداث والقصة وحتى التمثيل.

الأمر الذي يجعلنا نفهم سبب اختلاف تقييم الأفلام السينمائية من دولة لأخرى، فيلم أمريكي يتم عرضه في مصر مثلاً فيحصد نجاحاً كبيراً رغم فشله في موطنه الأصلي أو العكس. يدخل الأمر ضمن الذوق العام السائد، إلى جانب الذوق الشخصيّ، ونقط التماس التي تتقابل مع أحداث معينة في الفيلم، وربطها لتفاصيل شخصيّة لدى المشاهد، يجعله يتقبّل أو لا يتقبّل القصة.

لكن بشكل عام، عندما نتحدث عن اختلاف استقبال الفيلم من بلد لآخر، بالذات استقبال الأفلام الأجنبية في عالمنا العربي، فنحن نناقش نقاطاً أخرى أكثر تعقيداً، يمكننا حصرها فيما يلي:

حاجز اللغة

مهما كانت درجة إجادتك للإنجليزية، هناك العديدون ممن ينتظرون صدور الترجمة بلغة بلدهم الأصلية ليتمكنوا من مشاهدة الفيلم، فاللهجات واللكنات المختلفة تجعل فهم الحوار صعباً لدى المعظم دون قراءة، كما أننا لن ننسى وجود العديد من الطبقات الذين لا يملكون تلك الإجادة التامة للغة.

ينطبق نفس الأمر ويزداد صعوبة بتوجّهنا نحو اللغات الأوروبية غير الرائجة في الوطن العربيّ مثل الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، وصولاً للهندية والكورية، لذا يتم مشاهدة الفيلم متأخراً قليلاً بعد صدوره، وبعد انتهاء موجة الترحيب والاستقبال العارمة في موطنه الأصلي، الأمر الذي قد يظهره باستقبال فاتر بعد الشيء، أو برؤية معتدلة محايدة بعد انتهاء موجة الإنبهار الأولى.

بالرغم من كل ذلك، تخضع الترجمات لفهم صاحبها، ورؤيته نحو الفكرة أو المشهد، هناك مثلاً اتفاق بين جميع المترجمين على حذف الشتائم واستبدالها بكلمات عامة مثل اللعنة، أو تباً، كما يتم تجاهل أي جملة تبدو في نظرهم مسيئة لشخص أو دين بعينه، يضيف بعض المترجمين على الإنترنت عبارات استغفار لا علاقة بها بالكلام، أو توضيح بلون مختلف يفصل المشاهد تماماً عن الحدث.

مهما كانت الترجمة جيدة جداً، قد لا تستطيع أيضاً إيصال تعبيراً بعينه متداولاً، أو مثل أجنبي له مفهوم خاص، أو نكات مركبة تعتمد على اللفظ أو السمع.

الذوق العام السائد في البلد

هناك أفلام رائعة عربية تلقى نجاحاً ضخماً في بلدها، لكن ماذا لو عُرِضت في الخارج؟ بغض النظر عن بعض الأفلام العامّة التي تناسب مختلف الثقافات مثل المومياء لشادي عبد السلام، أو معظم أفلام يوسف شاهين، قد لا تلقى القصص المفعمة بالمصريّة مثلاً نفس النجاح خارجاً، لعدم فهم المشاهدين الأجانب العمل، أو الخلفية العامة للقصة.

 

 يمكننا ذكر مثال واضح لفيلم مثل أفواه وأرانب، ربما إذا تمّ عرضه خارجاً، لن يفهم المواطن الأمريكي مشكلة زيادة النسل، أو صعوبة الزواج بين إثنين من طبقتين مختلفتين إلخ، بينما تمسّ تلك المشكلات وتراً حساساً في موطنها تجعل التعاطف مع أبطال القصة أمراً حتمياً.

على العكس، هناك أفلاماً أمريكية تلقى نجاحاً ضخماً في موطنها لا تناسب عالمنا العربي أبداً، لعل آخرها كان فيلم American Sniper، فبعيداً عن أي شيء آخر، يظلّ القناص كريس كايل بطلاً أمريكياً قومياً لنظرتهم المختلفة إلى الحرب العراقية، بينما في نظرنا هو مجرم حرب من الطراز الأول، لا نملك ذرة تعاطف لا معه ولا مع قصته، لذا كان الفشل حتميّاً في حال عرض الفيلم في الوطن العربي.

 

النكات الشعبيّة والخلفيّات الثقافيّة

يقال أن أفلام وودي آلان القديمة لن يفهمها سوى سكّان مانهاتن وبروكلين في نيويورك، الأحداث والإفيهات التي يقصّها آلان في أفلامه مُغرقة تماماً في المحليّة لدرجة أن سكّان الولايات الأخرى البعيدة في أمريكا نفسهم قد لا يفهمونها أيضاً.

في مرات مشاهدتي الأولى لها، لم أفهم لماذا يتمّ اعتبار وودي آلان مخرجاً ومؤلّفاً ظريفاً؟ لأني لم أفهم شيئا من كلامه أو نكاته المركبة شديدة الصعوبة، سوى مع المشاهدات الثانية والثالثة، وبعد عمر كامل من متابعة المسلسلات والأفلام الأمريكية خاصة تلك التي تدور أحداثها في مدينة نيويورك.

ينطبق الأمر ذاته على باقي الدول، الإفيهات الفرنسية تبدو سمجة جداً في نظر الأمريكيين والعرب، بينما يفهم العرب النكات الإيطالية لقربها من الذوق العام هنا، في حين تبدو متفذلكة ومتذاكية للأمريكيين، ومزعجة ووقحة للفرنسيين.

يفهم المصريون معظم الأفلام الأمريكية الرومانسية الكوميدية بالذات، كما يُدمن معظم العرب بشكل عام الأفلام الهنديّة والآسيويّة لجرعة الدراما الزائدة بها والتي تناسب مزاجنا السوداوي الحارّ قليلاً.

بالنسبة للأمريكيين، قد يستطيعون تقبل الأفلام البريطانية خاصة الرومانسية أو الخيالية مثل هاري بوتر، لكنهم حتماً لا يطيقوا الأفلام الكورية مثلاً أو اليابانية، في حين تبدو الأفلام اللبنانية قريبة إلى الذوق الفرنسي والأوروبي بشكل عام مثل أفلام نادين لبكي “هلأ لوين” و”سكر بنات”.

قد تصل أيضاً بعض أفكار الأفلام المصرية إلى الذوق الأمريكي خاصة عندما تناقش فكرة عامّة إنسانية مثل “صلاح الدين”، أو “الحرام” أو “شباب امرأة”، وكلها أفلام نافست في مهرجانات عالميّة وحازت بالفعل على جوائز كبرى.

تابو الجنس، الدين والحريات

هذه النقطة تبدو واضحة، المزاج العربي بشكل عام لا يتقبّل مشاهد الجنس الفاحشة في العديد من الأفلام، كما يتم قطعها تماماً في حال عرضه على الشبكات التلفزيونية، الأمر الذي يسبب خللاً واضحاً في الأحداث قد لا يصل برسالته الكاملة إلى المشاهد، مثل فيلم The Reader مثلاً أو 50 Shades of Gray.

بالنسبة للدين الأمر مفهوم أيضاً، فتجسيد الأنبياء يُعدّ أمراً غير مقبول في العالم العربي مثلاً، لذا تم منع العديد من الأفلام العالمية من العرض في مصر والعالم العربي مثل فيلمي Noah الذي يروي قصة النبي نوح مع الطوفان، وفيلم Exodus: Gods and Kings عن قصة النبيّ موسى، وكلاهما قوبلا بهجوم استمرّ طويلاً رغم أن الأمر لم يسبب أي مشكلة في معظم الدول الأخرى التي تم عرض الفيلمين فيها.

أفلام أخرى لعبت على الدين بشكل صادم أثار الغضب مثل فيلم Bruce Almighty، رغم أنه لنجم جماهيري ضخم في العالم العربي وهو جيم كاري، إلا أن الفيلم لم يُعرض في دور العرض من الأصل.

شاهدته مرّة واحدة ، وكان قد تم قطعه وقصه وترجمته بشكل حاول فيه المعدّون تجنب المقاطع التي يظهر فيها مورجان فريمان في دور الله -جل وعلا- أو إيصال فكرة أن جيم كاري سيحلّ محله لبعض الوقت، الأمر الذي جعله فيلماً كرتونياً سخيفاً وغير مفهوم.

أما بالنسبة للحريّات، يمكننا منح مثالاً بسيطاً واضحاً حول وجهة نظر صُنّاع السينما حول شخصية (مثلي الجنس) مثلاً، فهو يظهر بصورة الصديق والأخ والابن والوالد حتى دون مشاكل وبكامل التقبّل التي تكفله الحريّات في بلد مثل أمريكا، لكن في العالم العربي، قد تظهر فعلاً نفس الشخصية لكن من الجانب السلبي فقط، غير مسموح بأي حال إظهارها بشكل إنساني متعاطف، حتى أن الممثلين أنفسهم يترددون طويلاً قبل تجسيدها، وهذا يُفسّر بالطبع عدم نجاح أفلام مثل The Kids Are Alright لجوليان مور عربيّاً.

يمكننا أن ندرج تحت هذا البند أيضاً، الأفلام الدائرة حول قصّة اليهود في الحرب العالمية الثانية ، خاصة نقطة الهولوكوست أو المحرقة، الأمر الذي لا يؤمن به العرب ويكذبونه بقوّة إلى جانب العداوة التامّة مع اليهود بغض النظر إن كانوا صهاينة أم لا.

لذا نجد أفلاماً أيقونيّة مثل Schindler’s List أو The Pianist، محظوران تماماً في القنوات العربيّة، حتى إن كتب عنهما أي شخص، يتحدث من المنظور الفنّي فقط، دون التطرق للجانب الإنساني في القصة، أو يتطرق إليه بتحفّظ.

الأفلام الفلسفية العلمية والسير الذاتيّة

لا تلقَ هذه النوعية من الأفلام نجاحاً ضخماً في العالم العربي، ربما لبُعدها بشكل أو بآخر عن المزاج العام، أفلام مثل Inception او Interstellar قد تلقى بعض النجاح لاستخدام كريستوفر نولان عنصر الإبهار في توصيل رسالته، على عكس مثلاً فيلم أوديسا الفضاء 2001A Space Odyssey، وهو واحد من أهم أفلام السينما الأمريكية للمخرج ستانلي كوبريك، لكنه في نظر الذوق العربيّ، فيلماً مملاً متحذلقاً بلا معنى.

أراهنك إن كانت أي قناة تلفزيونية قد فكرت حتى في عرضه على شاشاتها طيلة العشرين سنة الأخيرة.

يمكننا إدراج أفلام أخرى متعددة مثلEternal Sunshine Of The Spotless Mind لجيم كاري، The English Patient، A Clockwork Orange، وجميع أفلام إنجار بريجمان.

لا تلقَ أيضاً أفلام السير الذاتية نجاحاً كبيراً في العالم العربي، فهي تحكي وجهة نظر أجنبية في بطل ما أجنبي قد لا نراه بنفس الصورة في العالم العربي، مثل فيلم The Queen مثلاً أو فيلم The Iron Lady، وفيلم The King’s Speech لكن مشاهدتها قد تكون بسبب المباراة التمثيلية الرائعة التي غالباً ما تضمن لمجسّدها جائزة الأوسكار مثلما حدث لهيلين ميرن، ميريل ستريب وكولن فيرث على الترتيب.

أفلام التمثيل من أجل التمثيل

يميل بعض المخرجون الأجانب لصنع فيلماً كاملاً من أجل استعراض قدراتهم الإخراجية فقط، ودرجة تحكّمهم في طاقم الممثلين الذين يقدمون بالفعل آداءً مبهراً، يكتمل بتقنيات تصوير جديدة، وإضاءة وأزياء ومؤثرات، تضمن مكاناً للفيلم ومبدعيه في جميع المهرجانات والجوائز.

مثل فيلم Birdman للمخرج آليخاندرو جونزاليس ايناريتو، والذي اعتمد فيه على تقنية التصوير الطافي وحركة الكاميرا الإنسيابية بشكل لم نراه من قبل، ضمن له الحصول على جوائز أوسكار أفضل إخراج، تصوير وفيلم.

أو فيلم Silver Linings Playbook والذي يمكننا اعتباره مباراة تمثيلية ممتعة بين روبرت دي نيرو، برادلي كوبر وجنيفر لورانس، مكنتهم جميعاً من الترشح لأفضل ممثل مساعد وممثل وممثلة، لكن جنيفر فقط من حازت على الجائزة.

تختلف هذه النقاط بالطبع من شخص لآخر، ومن ثقافة لأخرى، لكنها الأسباب الفعليّة التي تغيّر من تقييم كل شخص وكل بلد للأفلام السينمائية، كما أنها توضح أسباب فشل الاقتباس في معظم الوقت، حتى وإن جرت محاولات تعديله ليناسب الطابع العربي، مثلاً كما حدث في فيلم حبيبي نائماً المُقتبس عن فيلم Shallow Hal، لفكرته الفانتازية التي لاتناسب الطابع العربي كثيراً، بالرغم من مغزاها ومعناها القيّم.

عند الحديث عن مجال السينما العالميّة، تظهر دوماً كوريا الجنوبية بين الدول المتقدمة في مجال صناعة الأفلام، لا يعتمد الأمر على أساليبها والتقنيات المستخدمة بل الفَنّ الحقيقي الذي تظهره في أعمالها السينمائية المختلفة مما سمح لنا بمشاهدة الكثير من الأعمال الإبداعية المختلفة أحدثها هو فيلم A Hard Day لوحة سينمائية كورية جنوبية جديدة شقّت طريقها باستحقاق إلى الشهرة العالميّة.

لا يخلُ الفيلم أبداً من تلك النظرة الثاقبة العميقة إلى داخل النفس الإنسانية، وهو ما تتميّز غالباً به هذه الأفلام، حيث قدّم كعادة أعمال الكورية الجنوبية انعكاسات نفسيّة عديدة تمثلت في شخصياتها المختلفة بالرغم من مسار الفيلم الذي اتجه بشكل كبير بطريق الأكشن إلى جانب تشويق جيّد ساهم في تحسين صورة الفيلم.

يمكن اعتبار فيلم A Hard Day بناءً على قصته ومسير أحداثه كفيلم أكشن وحركة في الطراز الأوّل، لكن تركيزه الكبير على واقعية هذا الطرح ابعده قدر الإمكان عن المبالغات الخياليّة لتشعر أنه أقرب إلى فيلم جريمة درامي بمسير أحداث طبيعية لم تقدّم بطلاً أو شريراً خارقاً بل بشر بقدرات طبيعية وقعوا في بعض المشاكل.

بالطبع لا أشير إلى النقطة السابقة إنها سلبيّة أبداً، بل إيجابية جيّدة ستشعر انها انقذت فيلم من طريقة سرد سخيفة تستخف بعقل المُشاهد عبر المقطع تلو الآخر، لتزيد على ذلك القصة نسبة تشويق مميّزة ومثيرة للاهتمام أيضاً لم تعتمد أبداً على مبدأ المبالغة بل كان سردها سلساً قليل المفاجئة وأهم من ذلك قادر على جذب اهتمام المشاهد.

أفضل ما في هذا الفيلم هو الطريقة التي ظهرت عليها شخصياته المُتعددة، والتعابير النفسية الصريحة التي حصلت بالنظر لكل ما شاهدناه من أحداث، أضف على ذلك ردّة الفعل المناسبة والتصرفات السريعة العفويّة لشخصيات الفيلم، وعنصر المفاجأة الموجود الذي تم وضعه في الفيلم ابقى تنفيذ أحداثه تكتيكياً أكثر من تقنياً لمشاهد الفيلم دون الاستعانة بكميّة مؤثرات بصرية كبيرة.

عُرض الفيلم من عدسة إخراج مُرضي أشرف عليه سيونغ-هونغ كيم في ثاني أعماله الإخراجية، الذي جمع ببراعة شديدة أسلوب إخراجي قديم خاص بأفلام الأكشن إلى جانب العرض الحديث لأفلام التشويق والنتيجة كانت رحلة ممتعة خالصة تحترم عقل المشاهد وتجذبه منذ بداية سلسلة أحداثه المتسارعة.

قام أيضاً المخرج بكتابة الفيلم إلى جانب هاي-جون لي، ولا يمكنني تحديداً التعليق على النص الخاص بالفيلم بالنظر إلى أن لغته الأصلية هي الكورية الجنوبية، ولا أعلم إن كفته الترجمة الذي شاهدتها أو قدّمت له حقّه، لكن من نظرة شاملة لم يملك أي تحوّلات كبيرة أو محتوى عالي المستوى، لكنه كان في الوقت ذاته مناسباً للفيلم الذي لن يحتاج إلى نص أفضل من ذلك.

التزم الفيلم بعدم إضاعة الوقت في تحضيرات سخيفة سواء تلك المتعلقة بالخلفيّة القصصية أو الشخصيات الرئيسية، بل دخل مباشرةً في الأحداث وعرضها بسرعة جيّدة مسلطاً الضوء على تفاصيل مُهمة مع تجنبه لأخرى قد تتواجد في أفلام الأكشن المتكررة لكن فقط لزيادة المشاهد طولاً.

من ناحية أخرى، لم يملك الفيلم مقاطع الأكشن تلك التي يمكن وصفها بالمذهلة أو حتى العديدة، فقد كان العمل عليها بسيطاً متواضعاً بالتركيز دوماً على القدرة الحقيقية للإنسان الطبيعي، ستشعر أن الأكشن تم اختصاره على بعض المقاطع المصاغة والمعروضة بشكل جيّد، لكن لن تصل إلى مرحلة الأذهال.

امتلكت القصة أيضاً انعطافات كثيرة أغلبها كان بسبب الشخصية الرئيسية الضعيفة، وهذا تماماً ما يميّزه عن أفلام الأكشن الأخرى فتخيّلوا في الواقع كيف سيتعامل شخص عادي مع المواقف المختلفة، وهذا ما حاول أن ينقله الفيلم ونجح بذلك دون شك ليقدّم في رأيي لوحة ممتعة تستحق المشاهدة.

تدور أحداث قصة الفيلم حول المحقق جو جيون-سو (سون-كيون لي)، يخوض هذا الرجل أسوأ أيام حياته دون مبالغة، ابتداءً من طلب زوجته الانفصال عنه، ووفاة والدته .. ليبدأ الفيلم بقتله لشخص ما عن طريق الخطأ اثناء توجهه لمراسم جنازة والدته، تبدأ من تلك اللحظة حالات الضياع التي تعيشها شخصيتنا الرئيسية ولكن الأمور فقط ستتجه نحو الأسوأ.

 

أدّى طاقم الممثلين أداءً رائعاً لا غنى عنه، أبرزهم كان بطل الفيلم سون-كيون الذي لعب دوره بطريقة مقنعة قويّة، دقيقة أيضاً جداً استطاعت حتى من تقديم بعض الكوميديا على فترة ظهورها على الشاشة وذلك وسط مجموعة لا يُحسد عليها البطل أبداً من المشاكل التي يمكن وصفها بالشاملة من العاطفية، الشخصية وصولاً إلى تلك المهنيّة منها.

حظي فيلم A Hard Day أو “Take It to the End” إذا التزمنا بالترجمة الحرفيّة من العنوان الكوريّ، بعرض أوّلي في مهرجان كان السينمائي عام 2014، ومنذ ذلك الحين زاد معدّل عرضه العالمي ليصل في شهر أغسطس هذا إلى جميع أنحاء العالم مع تلقيه مجموعة جيّدة من النقد الإيجابي وتحقيقه لإيرادات لا بأس بها قدرها (24 مليون دولار) وبالنظر إلى طبيعة الفيلم بشكل عام فإن ميزانيته متواضعة لا أملك تفاصيل دقيقة حول تقديرها.

كان الفيلم رحلة ممتعة مزجت حالات نفسيّة متعددة بتشويق جيّد وأكشن ابتعد عن المبالغات الخياليّة التي اكتفينا بمشاهدتها في تقريباً جميع أفلام الأكشن المختلفة، واعتبره بالفعل فيلم فَنّي في المقال الأول امتزجت عناصره بامتياز مع إخراج وتصوير إبداعي ساهم في صنع فيلم كوري جنوبي ممتع دون شك.

*أراجيك - نورا ناجـي

الرسالة
إرسال رسالة